على رغم عدم التزام معلمي مدارس خاصة كثيرة بالإضراب التحذيري لنقابة المعلمين أمس، فإن النقيب نعمه محفوض رأى أن الإضراب ناجح، باعتبار أن الخروق معهودة سابقاً وليست أمراً جديداً، ملوّحاً بالتحضير لخطة تصاعدية مقبلة، في انتظار ما سيرشح عن الجلسة المرتقبة لمجلس الوزراء من حلول للقطاع التعليمي الخاص.محفوض استغرب في اتصال مع «الأخبار» أن يجري التعاطي مع الإضراب «عالقطعة»، في إشارة إلى تعليل بعض المعلمين خرق القرار النقابي بأن مدرستهم أعطتهم حقوقهم الشخصية، مشيراً إلى أن «العمل النقابي هو عمل تعاضدي وليس مقبولاً قول البعض إنهم أخذوا المساعدة الاجتماعية، فالإضراب لم يكن لتحصيل المساعدة، إنما لإعادة النظر بكل الواقع الوظيفي المتردي للمعلمين». وسأل: «أليس من بين غير المضربين من سيتقاعد هذا العام من مدرسته؟ ألم يسأل نفسه على أي سعر صرف سيكون راتبه التقاعدي أو تعويضه مثلاً؟». وأوضح محفوض أن الخطوة ليست إضراباً بقدر ما هي عجز عن استكمال العملية التعليمية، لافتاً إلى أن «المنظومة السياسية هي التي أجهزت على القطاع التربوي وأخذت التلامذة رهينة وليس المعلمين».
لكن في بعض المدارس التي عاشت يوماً دراسياً عادياً أمس، معلمون أطلقوا حوارات مع إدارات مدارسهم، وبدوا راضين عن المكتسبات التي حققوها، كما حصل مع المعلمين في المدارس التابعة للبعثة العلمانية الفرنسية مثلاً، إذ أشارت عضو لجنة المعلمين في مدرسة ليسيه فردان، جوسلين نجار، إلى أن اللجنة لم تقف يوماً ضد القرار النقابي لكن «ما حصل في مدارسنا أن الإدارات وافقت على عدد من المطالب التي رفعتها لجان المعلمين ومنها التأمين الصحي الذي يسمح للمعلم بدخول المستشفى فيما المؤسسة تغطي التكاليف بالدولار الأميركي وقد جرى ربط النزاع مع الإدارة على التحاليل الطبية الخارجية». كذلك لفتت إلى أنه «جرى تحويل نحو 35 في المئة من راتب المعلم إلى الدولار الفريش، وغيرها من التقديمات التي تؤمن لنا الحد الأدنى المطلوب للاستمرار في عملنا، علماً بأن يوم الإضراب بات يحسم من الراتب».