يعود القطاع التربوي غداً الاثنين إلى التعليم الحضوري إنفاذاً لقرار اللجنة الوزارية المعنية بمتابعة إجراءات «كورونا». وفيما تعارض مدارس ومعلمون قرار العودة إلى التعليم الحضوري ربطاً بالواقع الوبائي أولاً، وبعدم إيفاء الحكومة بالوعود التي قطعتها لروابط التعليم الرسمي ثانياً، أعلنت بلديات عدّة تأجيلها العودة إلى التعليم الحضوري داخل نطاقها حتى الأسبوع المقبل. أما بالنسبة إلى الواقع الوبائي، فيبدو وزير الصحة فراس الأبيض غير متشائم رغم العدد المرتفع للإصابات.
وكان وزير التربية عباس الحلبي قد ترأّس اجتماعاً إدارياً تربوياً اليوم، شدّد فيه على «الالتزام بتوجّهات اللجنة الوزارية وفتح المدارس غداً، إنقاذاً للعام الدراسي، مع التزام أقصى درجات الحماية الصحية، ولإتاحة المجال أمام تلامذة المدارس الرسمية لمتابعة برامجهم، بعدما أنجز تلامذة المدارس الخاصة ثلاثة أشهر من التعليم».

وأكد الحلبي أنه «سيسعى مرةً جديدة مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء، لتوقيع مراسيم العطاءات بالسرعة القصوى، أو لعقد جلسة لمجلس الوزراء لإقرارها، ولا سيما أن هذه العطاءات تشمل سائر موظفي القطاع العام، والعاملين في التربية أيضاً».

وعلى امتداد اليوم وأمس، تلقّى أكثر من 50 ألفاً جرعةً من لقاح «فايزر» خلال الماراثون الذي نظّمته وزارتا الصحة والتربية، وخصّصتا به القطاع التربوي، وكل من رغب من المواطنين والمقيمين، وهو ما عبّر الوزيران فراس الأبيض وعباس الحلبي عن ارتياحهما تجاهه.

وفي سياق استكمال التدابير لتأمين عودة آمنة إلى التعليم الحضوري، شدد وزير الداخلية والبلديات، بسام المولوي، على المحافظين والقائمقامين «ضرورة التقيّد (...) باتخاذ البلديات كل الإجراءات اللازمة الآيلة إلى العودة الآمنة للمدارس في ظلّ تفشّي فيروس كورونا، لجهة التأكد من مراعاة الشروط الصحية من المدارس، على أن يتم عرض الواقع الصحي، كل في نطاقه، على وزارة التربية والتعليم العالي، صاحبة الصلاحية في اتخاذ قرار فتح المدارس أو إقفالها، وذلك لاستصدار القرارات اللازمة عند الحاجة».

في المقابل، أعلنت بلديتا القبيات وعكار العتيقة الشماليتان تأجيل العودة إلى التعليم الحضوري ضمن نطاقهما حتى الأسبوع المقبل. وكانت بلدية بشرّي قد اتخذت قراراً مماثلاً أمس.

وفيما سجلت وزارة الصحة أمس 4,780 إصابة جديدة، و16 حالة وفاة جرّاء الإصابة بـ«كورونا»، توقّع وزير الصحة فراس الأبيض أن تبدأ أعداد كورونا الكبيرة بـ«الانحسار عمّا قريب»، مشدداً بالتوازي على أن «حزام النجاة من التسونامي المُقبل هو اللقاح».

وخلال جولة له على مستشفيات حكومية، لفت الأبيض إلى أن «من الضروري أن نفتح المجتمع، فأكثر من 50% من الشعب أصبح مياوماً، وإذا أغلقنا عليه يكون ذلك بمثابة إعدام، لذلك كان قرار الاستعدادات والإجراءات واللقاح».

وأشار الأبيض إلى أن نسبة إشغال المستشفيات هذه السنة «تقريباً تعادل الثلث عما كان عليه السنة الماضية أو أقل، وحقيقة الفرق بين هذه السنة والسنة الماضية هو اللقاح، لأن السنة الماضية عندما أتى المتحوّر ألفا فتكَ بنا، لأنه لم يكن هناك لقاح ولا تمنيع أو تحصين للمجتمع».

ويعوّل المسؤولون الصحيون على إقبال المواطنين والمقيمين على التلقيح ضدّ «كورونا» لتلافي الضغط على المستشفيات التي تعاني من تدهور غير مسبوق، بسبب الأزمة الاقتصادية. ويسجّل عدّاد «كورونا» أرقاماً مرتفعة منذ الشهر الفائت، جرّاء انتشار المتحوّر الجديد «أوميكرون» والتفلّت من إجراءات الوقاية من «كورونا»، وتحديداً خلال احتفالات نهاية العام الفائت.