دمشق | بالنسبة إلى عشاقها السوريين، يعدّ حضور حفلةٍ لفيروز حدثاً استثنائياً، من الصعب تفويته. هذا ما يحوّل تفاصيل أي من حفلاتها، إلى وجبة من الأحاديث اليومية. آخر لقاء جمع الشباب السوري مع «أم زياد» كما يحلو لبعضهم تسميتها، كان في شهر شباط (فبراير) من عام 2008، عندما قدمت مسرحية «صح النوم» على مسرح «دار الأوبرا» السورية، بعد غياب استمر أكثر من 30 عاماً عن عاصمة الأمويين. لكن تأتي حفلات «بلاتيا» هذا العام في وقت تعيش فيه سوريا أحداثاً دمويّة منذ قرابة 9 أشهر، ما انعكس سلباً على المزاج العام، وأدى إلى عزوف الكثيرين عن محاولة حجز بطاقة لحضور الحفل.
كانت هذه الحال مع سامر يوسف، صاحب إذاعة «شام. أف. أم.» الذي يحرص دوماً على متابعة جميع حفلات فيروز أينما كانت، وبقي أميناً في إذاعته على تقديم فقرات فيروزية صباحية ومسائية. «مجرد إقامة فيروز لحفلات ونحن نعيش ظروفاً صعبة في سوريا، أعدّه نوعاً من التواصل الإنساني للسيدة مع الشعوب العربية. فهي توقن تماماً مدى عشق الشعب السوري لفنها. أتذكر هنا أغنية «إيه في أمل»، وأعتقد أنّها ستغنيها كرسالة أعتقد غير مباشرة للسوريين كافة»، يقول متمنياً أن تغني إحدى أغنياتها للشام. لكنّ يوسف لن يشارك في الحفلات التي تنطلق اليوم. «يبقى جرح الوطن النازف أرفع وأغلى من أي اعتبارات أخرى».
من جهتها، فوجئت المغنية السورية رشا رزق لدى سماعها بخبر حفلات فيروز قائلة: «منذ أشهر، انقطعت نهائياً عن مجمل الأنشطة الثقافية، وأوقفت جميع مشاريعي الفنية؛ لأن ما نعيشه الآن في سوريا كافٍ لجعلنا ننكفئ على ذاتنا، محاولين تفسير ما يدور على الأرض». سبق لرزق أن شاركت في العديد من حفلات زياد الرحباني، وفي الجوقة المرافقة لفيروز في ألبومها الأخير. تتمنى رزق أن يتضمن برنامج الحفلة شيئاً خاصاً عن الشام وسوريا. «في فترة الحرب اللبنانية، كان صوت فيروز وحده كافياً لتوحيد اللبنانيين. لا أعتقد أن عشق الشعب السوري يختلف، ولو قليلاً، عن محبّة اللبنانيين لصاحبة الصوت الملائكي. لذلك أتمّنى أن توحِّد السوريين الآن، بأغنية تقدمها لهم بصوتها، علّها تعيد السكينة والهدوء إلى قلوبنا جميعاً».