مع انتشار صورة نُسبت إلى هيفا وهبي وهي تطبع قبلةً على خدّ المعتصم القذافي خلال احتفال كان يقيمه في منزله، عادت إلى الواجهة العلاقة الإشكالية بين نجوم الفنّ والغناء من جهة، وأهل النفوذ والسلطة السياسية من جهة أخرى. الصورة التي انتشرت على المواقع الإلكترونية ويوتيوب تحت عنوان «فضيحة هيفا وهبي مع المعتصم القذافي»، جاءت ضمن ريبورتاج أجرته أخيراً قناة ليبية جالت خلاله في أرجاء منزل المعتصم.
منذ اندلاع الثورات العربية، فُتحت دفاتر وملفات فنية ظنّ كثيرون أنها أصبحت طيّ النسيان: لطيفة غنّت لزين العابدين بن علي، وهند صبري وقّعت بياناً يناشده الترشّح لدورة رئاسية جديدة، وشيرين عبد الوهاب غنّت لحسني مبارك، ونجوى كرم وملحم زين ومحمد إسكندر غازلوا النظام السوري... عشرات الفنانين ارتبطت أسماؤهم بأنظمة بائدة أو تواجه حالياً معارضة شعبية عارمة، فخسروا جزءاً من رصيدهم الشعبي وحاولوا جاهدين تلميع صورهم أمام جمهورهم.
وحتى الآن، لم يخرج أي تصريح أو نفي من جانب هيفا وهبي رداً على الصورة التي انتشرت كالنار في الهشيم على المنتديات والمواقع الإلكترونية. على أي حال، كثر هم الفنانون والفنانات الذين تنعّموا بخيرات عائلة القذافي، أوّلهم النجوم الأجانب. قافلة طويلة من المغنين ونجوم البوب في الغرب، طاروا إلى منزل القذافي حيث قدّموا حفلات خاصة لمعمر وعائلته وأبنائه وأصدقائهم، وقبضوا مقابل ذلك ملايين الدولارات: من ماريا كاري، إلى بيونسيه، مروراً بآشر وليونيل ريتشي ونيلي فروتادو وغيرهم من نجوم الصف الأول على الساحة الأميركية والعالمية. طبعاً، بعد اندلاع الثورة الليبية، حاول هؤلاء الفنانون إعطاء طابع إنساني للمبالغ التي قبضوها، فصرّح بعضهم بأنه تبرّع بها لمساعدة ضحايا الزلزال المدمّر الذي ضرب هايتي، فيما قال آخرون إنهم قدّموا الملايين التي قبضوها لـ... جمعيات حقوق الإنسان.
هذا على الصعيد العالمي. أما عربياً، فقد انصبت الأحاديث كلّها على المسكينة هيفا دون سواها، مع ميل واضح إلى إثارة الفضيحة وافتعالها. قيل مثلاً إنّ صاحبة «رجب» كانت على علاقة مقرّبة بعائلة العقيد الليبي. وبعد دخول الثوّار إلى القصور التي كانت تملكها عائلة القذافي، انتشرت مئات الصور التي تظهر أبناء العقيد مع نساء عربيات وأجنبيات. ومن بين هذه الصور، واحدة لهيفا وهي تطبع قبلة على خدّ المعتصم القذافي الذي قتل مع والده. لكنّ هيفا ليست اللبنانية الوحيدة التي ارتبط اسمها بعائلة القذافي. عارضة الأزياء اللبنانية ألين سكاف، تزوّجت هنيبعل القذافي عام 2003، وأقامت في باريس خلال فترة زواجهما.
اللافت في الأمر أنّ طعم الفضيحة طغى هذه المرة على العلاقة بين نجوم الفن والسياسة في ليبيا. نجمات ومغنيات يعشن هذه الأيام حالة قلق من انتشار صورهن في كواليس عائلة القذافي، فيما هدد أحد المواقع بنشر هذه الصور بعدما صارت بحوزته. وفي هذا الوقت، يستمتع المتلصّصون بصور حميمة انتشرت على المنتديات والمواقع، تجمع هنيبعل وألين سكاف الموجودة حالياً في الجزائر مع زوجها ووالدته وشقيقته. وقد تردد أنّها تجري اتصالات عدة بأهلها وبمراجع لبنانية للسماح لها بالعودة إلى بلدها خوفاً من أن تلقى الحتف الذي لقيه حموها وأخو زوجها.