تعيش الساحة السينمائية في طهران اليوم، حالة غليان، بعد تثبيت الحكم على جعفر بناهي (الصورة) بالسجن لمدة ست سنوات، ومنعه من إنجاز الأفلام والسفر والحديث في الإعلام لمدة عشرين عاماً. وكان السينمائي الإيراني وزميله الشاب محمد رسولوف، قد خسرا الاستئناف بعد اتهامهما بـ«التآمر على الأمن الوطني، ونشر الدعاية السياسية المناهضة للنظام». وقد حكم على رسولوف بالسجن ست سنوات أيضاً، مع تخفيف الحكم إلى سنة واحدة.
وأمام هذا الحكم القاسي، يبقى أمام بناهي خطوة قضائية واحدة، هي التوجّه إلى المحكمة العليا ليستأنف الحكم مرةً أخرى، بحسب محاميته فريده غيرت. السلطات الإيرانية كانت قد اعتقلت أيضاً عدداً آخر من الفنانين، من بينهم مجتبي ميرطهماسب، وكتايون شهابي، وهادي آفريده، وشهنام بازدار، إضافة إلى ناصر صفاريان ومحسن شهرنزدار، اللذين أطلق سراحهما أخيراً.
في هذه الأجواء، اختار سينمائيون إيرانيون التصعيد والاحتجاج، وخصوصاً على الأحكام القاسية الصادرة بحق جعفر بناهي. هكذا، صدر بيان جماعي يحمل توقيع فنانين كثر، من بينهم محسن مخملباف وابنتاه سميرة وحنا وبهمان قبادي، وشيرين نشأت، وشهره آغداشلو. وقد وجّه الموقعون بيانهم إلى الحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران، مطالبين وزراء الخارجية والثقافة حول العالم، والمهرجانات الدولية والهيئات السينمائية والتلفزيونية، بإدانة حملة الاعتقالات، كما حثّ الموقّعون الرأي العام، على مطالبة الحكومة الإيرانية بالإفراج الفوري عن السينمائيين المعتقلين. وطالب البيان بمقاطعة جميع الهيئات السينمائية والتلفزيونية الإيرانية.بنبرته العالية، أجج البيان موجة من التضامن في الغرب، إذ دعت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون السلطات الإيرانية إلى وضع حد «للملاحقات المهينة تجاه المجتمع الفنّي في إيران». وفي هوليوود، اجتمعت تسع منظمات للتضامن، من بينها «أكاديمية علوم الصور المتحركة وفنونها» مانحة الأوسكار، و«نقابة المخرجين»، و«نقابة الممثلين والكتاب» وغيرهم... وأصدر أعضاء هذه المؤسسات بياناً طالبوا فيه بالاهتمام الجاد بالقضية، داعين إلى إطلاق سراح المعتقلين، فهم «يستحقون كامل حرية التعبير التي يتمتع بها معظمنا، بغض النظر عن مكان عملهم، أو ما يؤمنون به».

(*) الحريّة لجعفر بناهي