غزة | يبدو المصوّرون الصحافيون في غزّة من أكثر المعنيين بصفقة تبادل الأسرى بين «حركة حماس» والاحتلال الإسرائيلي المتوقع إنجاز مرحلتها الأولى اليوم. يتأهّب هؤلاء لالتقاط الصورة الأبرز في هذه الصفقة: لحظة تسليم الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط إلى السلطات المصرية قبل نقله إلى «إسرائيل». المصوّر في قناة «الجزيرة» محمود عبيد يؤكّد أنه إذا تمكّن من تصوير شاليط عند تسليمه، فإن هذه اللقطة ستكون من أهم ما صوّره هذا العام. لكنّه لا ينكر صعوبة ذلك بسبب الإجراءات الأمنية المشدّدة.
أما صورته الأكيدة فستكون تلك التي تسجّل لحظة ظهور الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم داخل الباصات التي تقلّهم، إلى جانب لقطات لأهالي هؤلاء وهم يعبّرون عن فرحتهم بخروج أبنائهم من الاعتقال. هذه اللقطات نفسها يرغب في التقاطها أيضاً مصوّر «وكالة فرانس برس» محمد البابا. لكن تركيزه الأكبر سيكون على شاليط، رغم أنه يدرك صعوبة تصويره «بسبب سريّة المعلومات حول موعد التسليم ومكانه». قصة أخرى يرغب خالد الأشقر («أسوشييتد برس») في متابعتها والتقاط صورها: لحظة لقاء الأسرى المبعدين إلى قطاع غزة، بعائلاتهم. أما قناة «الأقصى» التابعة لـ«حركة حماس» فتبدو الأشد حماسة لهذه الصفقة. يوضح مصورها إبراهيم مسلّم أنّ اللقطة الأهم في نظر مسلّم تكمن في لحظة معانقة الأسير لعائلته. كذلك يشير إلى لحظة أخرى انتظرها منذ عشرين عاماً، وهي الإفراج عن صديقه الأسير أيمن الشوا الذي اعتقل قبل عقدين. ومن بين الصور التي يرغب أيضاً مسلّم بتصويرها هي لحظة الإفراج عن وفاء البس (من «حركة فتح») وهي الأسيرة الوحيدة من قطاع غزة. وضمن الوسائل الإعلامية التابعة لـ«حماس»، تبدو صحيفة «فلسطين» أيضاً مستعدّة لمواكبة الحدث. هكذا جنّد مصوّرها ياسر قديح فريقاً خاصاً لرصد الصفقة. ويهتمّ هذا الأخير بالإضاءة على الاستقبال العسكري للأسرى وأبرز القادة، ومنهم حسن سلامة وروحي مشتهى.
أما الصحافيون الذين لا يعملون مع وسيلة إعلامية محدّدة، فعادوا إلى قطاع غزة لمواكبة الحدث وتوزيع صورهم على عدد من المؤسسات. هذا تحديداً ما حصل مع المصوّر خالد بلبل الذي يقول «عودتي واجب وطني وموسم عمل... وها أنا أستعدّ لالتقاط اللحظات الخاصة التي توصي بها الجهات الإعلامية المختلفة التي أتعاون معها».
من جهة أخرى، كشفت تقارير صحافية إسرائيلية أن الصورة الأولى لشاليط ستلتقطها وسائل إعلامية مصرية وتبيعها للإعلام العالمي. غير أن التقديرات الإسرائيلية لم تستبعد أن تقوم «حماس» بتصوير الجندي الإسرائيلي عند خروجه من أسره، أي قبل نقله إلى معبر رفح. أما صحيفة «يديعوت أحرونوت» فرجّحت أنّ يتمكّن أحد مصوري الجيش الإسرائيلي من التقاط الصورة الاولى لشاليط وتوزيعها على أكثر من وسيلة إعلامية.