تكاد صبا مبارك لا ترتاح. تجدها مشغولة بالسفر، وتصوير المسلسلات والأفلام السينمائية. النجمة الأردنيّة التي خاضت لأول مرّة تجربة دراما البيئة الشامية في «الزعيم»، وسجّلت مشاركتها في الدراما الأردنيّة «وين ما طقها عوجة» في رمضان الماضي، تستعد لدخول أكثر من تجربة سينمائيّة، تتنقل فيها بين مصر وأوروبا. وفيما عرض أول من أمس فيلمها «مدن ترانزيت» للمخرج محمد الحشكي، بمشاركة محمد العبادي وشفيقة الطل ضمن «مهرجان بيروت الدولي للسينما»، تنتظر عرض فيلم «مملكة النمل» للمخرج شوقي الماجري في «مهرجانات عالميّة» كما تقول.
كذلك تبدأ نهاية العام الحالي تصوير الفيلم الثاني من سلسلة ثلاثة أفلام أوروبية، مقتبسة عن رواية «هاملتون» (1986) للكاتب السويدي يان غيو، أنجزت تصوير واحد منها، على أن تستكمل السيناريو الثالث العام المقبل. السلسلة التي صوّرت مع نجوم عالميين عام 1998، تُقدَّم إلى الجمهور في نسخة جديدة بطلها مايكل برشبراندت، وتؤدي صبا فيها دور البطولة النسائيّة.
تبدو النجمة الأردنية راضية عن تجربتها الأولى في دراما البيئة الشامية «الزعيم» للأخوين الملّا، وتقول: «خطوة مهمة أن أعمل مع بسام ومؤمن الملا. لديهما عالمهما الخاص، وهما من أبرز من صوّر البيئة الشامية بطريقة ناجحة». وتلفت إلى أنها شعرت بأن التجربة مختلفة وممتعة. وترى أن مسلسلات البيئة الشامية الأخيرة، وخصوصاً «الزعيم»، تتناول «مواضيع جريئة لم تكن ممكنة سابقاً مع نجوم كبار مثل باسل خياط، وأمل عرفة، ومنى واصف، وخالد تاجا، وقيس الشيخ نجيب، وعبد الهادي صباغ». وتشير إلى خوفها من اللهجة «رغم أنني أتكلّم اللهجة السورية بطلاقة، لكن البيئة الشامية تختلف باللهجة المصحوبة بحركة الجسد».
تتذكر تجربتها في «الشمس تشرق من جديد» مع المخرج هيثم حقي. تصفها بالتجربة الممتعة، «وأرى أن من حظي أن يكون هذا العمل آخر ما أخرجه حقّي». وتنتقل بعدها إلى «وراء الشمس» للمخرج سمير حسين، الذي يطرح موضوع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. وترى «أن هذا الموضوع، لم يسبق طرحه في الدراما العربيّة، ولا أحد يشعر بخطورته إلّا إذا أصابه في بيته». وتشير مبارك إلى «أنني كأم سألت نفسي، إذا حملت بطفل مصاب بمرض ما، فكيف سأتعامل مع الموقف، في وطن عربي يخلط بين الأمراض الذهنية والجنون؟». وتقول: «هؤلاء الأشخاص لديهم طاقات جيدة، ويجب أن يكون المجتمع مستعداً لدمجهم».
رغم استمرار صبا مبارك في الدراما السوريّة، غير أنها واجهت اعتراضات وانتقادات بسبب «مواقف»، وضعتها على قائمة العار. تجيب: «بصراحة، أنا موضوعة على قائمتَي العار في سوريا، قائمة النظام، وقائمة المعارضة، لكنني لا أفهم الاعتبارات التي على أساسها يُحكم على الممثلين». وتشرح: «قيل إنني وقّعت بيان الحليب فحُسبت على المعارضة، بينما رأت الأخيرة أنني تنصلت من التوقيع. والواقع، أنني لم أوقّع ولم يعرض عليّ أصلاً». تدين منطق التخوين والتكفير في وقت الأزمة على نحو خاص، وتفضّل ألا تركب الموجة، «لأنني ممثلة ولست سياسيّة، ولا أريد أن أتحوّل إلى بطلة». وتضيف: «سوريا ومصر وتونس هي جزء مني، أعشقها كما أعشق الأردن»، لافتة إلى أنها «معنية بما يجري بسوريا بغض النظر عن موقف بعض الممثلين الذين اختاروا عدم التعليق من مبدأ حماية أنفسهم». وفي زحمة الثورات العربيّة، واستمرار الاحتجاجات، لا ترى صبا أنّ ما تشهده الأردن سيتحول إلى ثورة، «بل هو مجرد اعتراضات شعبيّة شبابيّة واضحة، تتحول إلى حوار لا إلى ثورة، وهي تجد آذاناً صاغية وستستتبع بتعديلات دستورية لم نكن نحلم بها». وتوضح أنها تؤيد الاعتراضات والاحتجاجات، «إذا كان هدفها التحسين لا الاعتراض، الذي لا يقدم ولا يؤخر، لأن البعض يهدف إلى التخريب».
وبعد مشاركتها في القاهرة في مسلسل «نسيم الروح» وفيلم «بنتين من مصر»، تستعد للمشاركة في فيلمين جديدين تأجلا بسبب الثورة المصريّة، ولم يحدَّد موعد جديد لتصويرهما، لكن يبدو أنها ستكون حاضرة في رمضان المقبل في مسلسل «شجرة الدر».
وبعيداً عن العالم العربي، تجسّد صبا شخصيّة ضابطة في «منظمة التحرير الفلسطينية» في فيلم من إنتاج أوروبي، مستوحى من رواية «هاميلتون» للروائي السويدي يان غيو. وللعمل منحى سياسيّ، تصفه صبا بأنه «من الأعمال النادرة التي تقدم القضية الفلسطينيّة، بصورة عادلة ومحترمة، وهذا ما حمسني للمشروع». وتؤكد أنها حرصت على قراءة السيناريو كاملاً، خوفاً من تزوير الحقائق.



في انتظار الدراما الأردنية

ظهرت صبا مبارك في رمضان الماضي ضيفة في الدراما الأردنية «وين ما طقها عوجة» مع كل من ياسر المصري واياد نصار وعبد الهادي صباغ... وعن هذه التجرية تقول «عندما تكون الدراما الأردنية متعثرة، فمن واجبي أن أقدم المساعدة، وهذا المبدأ الذي انطلق منه جميع النجوم المشاركين في العمل، وأفهم جيداً لماذا سوّق المنتج العمل بأسمائنا». وعند السؤال عن مستقبل الدراما الأردنيّة، تجيب «من المبكر أن نتكلم عن المستقبل، نحتاج إلى قرار وحركة ومستثمرين، وإلى تحرك جدي من الدولة»، لكن هل تعود صبا إلى الدراما الأردنية، بعد نجوميتها العربيّة؟ تجيب بثقة: «في حالة الأزمة، إذا ظهر منتج شجاع ومستقل، وأراد تنفيذ مشروع درامي، فسأشارك من دون تردّد». وعن الحروب والعراقيل التي توضع في طريق المنتجين ومنهم طلال عواملة، تجيب: «ما من حرب على الإنتاج في الأردن، ينقصنا تخطيط لتقديم أعمال أردنية بمستوى جيّد». وترى أن «وضع المنتج طلال عواملة مختلف، وهو صاحب تجربة عربيّة لا محليّة. وما يواجهه عواملة لا يستهدف الدراما بل محطته التلفزيونيّة. وبتوقفه تقريباً عن الإنتاج خسرنا منتجاً مهمّاً». وتسارع إلى القول إن «الحل ليس طلال عواملة ومنتجين آخرين، بل إيمان الدولة بالإنتاج الفني، لأنه ما من صناعة دراما تزدهر إذا لم تدعمها الدولة».
بطلة مسلسل «الاجتياح» للمخرج شوقي الماجري، أطلّت في مسلسل «أنا القدس» للمخرج باسل الخطيب. فهل ترى أنّ القيمين على المسلسل يراهنون على «اجتياح» آخر بكل النجاحات التي حقّقها؟ تعلّق صبا قائلة: «وافقت على العمل، لأنه يحكي تاريح مدينة القدس منذ 1917، ويصور جانباً من تاريخ النضال الفلسطيني... وأنا فخورة بدوري فيه، بغض النظر عن رهانات أصحابه». وفي إطار القضية الفلسطينية، تطلّ صبا في فيلم «مملكة النمل» لشوقي الماجري، الذي بات جاهزاً للعرض. ويطرح الشريط قصة مقاوم فلسطيني يهرب من قوات الاحتلال الإسرائيلي ويسكن في الأنفاق، ويضيء على ما يجري داخل هذه الأنفاق، التي تمثل متنفساً للفلسطينيين المحاصرين.