في انتظار غودو

  • 11
  • ض
  • ض

في لبنان حكومة، ولدت بعد مخاض صعب، لكن المواطن ما زال في انتظارها. الصفوف الأماميّة في مهرجانات الصيف، تصدّرتها شخصيّات من «العهد البائد». لم نرَ رئيس الحكومة الحاليّة أو أيّاً من وزرائه: لا الثقافة ولا الإعلام، ولا حتّى وزير السياحة، الذي خبر الحكومة السابقة. ربّ قائل إنه ليس وقت مهرجانات! لكن ماذا عن القضايا التي تهمّ المواطنين؟ لعلّ الوزراء تبنّوا شعار «كلنا للعمل» بحرفيّته، فاستغرقوا في الملفّات حتّى لم نعد نسمع حسّهم. طالب المثقفون وزيري الثقافة والداخليّة برفع فرمان المنع الإمبراطوري عن فيلم هامشي صغير لهناء مخملباف، لكنْ لا خبر. كان طارق متري يتدخّل في الماضي، وزياد بارود يتصل على الأقل ويعد خيراً. وزير الداخليّة الحالي يركض خلف الحراميّة بنفسه، كما في أفلام Louis de Funès. وزير الاتصالات، يغرق موبايلات الشعب برسائل تحذّر من مؤامرة احتياليّة دوليّة، ويوقّعها باسمه. الرأي العام في هذا البلد الفظيع، لا يحاسب على أساس المصلحة الوطنيّة للأسف، بل تحكمه العصبيّات والمحسوبيات والاصطفافات المسبقة... لكنْ هل هذا سبب كاف لاستهبال الناس؟ وزير الإعلام سيطالبنا قريباً بأن نخفف من فضولنا في الشأن السوري. وزير السياحة، لم يعد يطلّ على الجميزة. لو جاء بعد منتصف الليل، لتفرّج معنا على أبناء الذوات السكارى، تحت سن الرشد، يخوضون حروب عصابات في حي الطبقة الوسطى المنهارة. ماذا يمكن السكان أن ينتظروا من سياسيّين، هم شركاء ظلّ في حانات الفوضى الاجتماعيّة والمدنيّة والاقتصاديّة؟ غداً يعود خصومنا إلى السلطة، فكيف سنحاسبهم؟ «جرّبنا أصحابكم وشفنا» سيقول لنا الشعب! وتلك ستكون الهزيمة الكبرى.

11 تعليق

التعليقات

  • منذ 12 سنة مجهول :
    ‫غياب سيسجل
    ‫لو المعلم جوزيف سماحة مازال حاضر الأن هل كان سيختفي عن الساحة أم أنه سيكتب عما يجري ليس فقط في تونس البعيدة ومصر الحائرة بل عن سوريا..... سوريا.... سوريا الجارة العتب عليك يامعلم بيير أبي صعب، الشعب السوري ينتظر منك الكثير الكثير
  • منذ 12 سنة مجهول :
    ‫"وزير الإعلام سيطالبنا قريباً
    ‫"وزير الإعلام سيطالبنا قريباً بأن نخفف من فضولنا في الشأن السوري" إقرأ غدا إحدى الصحف، فستعرف غدا رواية، أنت تعرف حقيقتها، رواية التخفيف من الفضول في الشأن السوري دون حاجة إلى وزير اﻹعلام. لا دفاع عن وزير اﻹعلام ولكن، كم مرة كتبت أنت يا بيار في الفترة اﻷخيرة، الفترة اﻷخيرة= الثورة السورية إقرأ غدا، الغصة لا تنتج دائما عن السفرجل