القاهرة | علاء الأسواني يهاجم يسري فودة، ويتّهمه بالانضمام إلى «فلول (حسني) مبارك»! كان هذ الخبر وحده كفيلاً بإشعال نقاشات حادة ومستغرِبة في أوساط المصريين، خصوصاً هؤلاء الداعمين لـ«ثورة 25 يناير». والسبب هو أنّ الأديب والإعلامي المعروفين يُعدّان من وجوه الثورة البارزة. كما أنهما شاركا في الحلقة الشهيرة من برنامج «بلدنا بالمصري» على قناة «أون تي. في.» التي أدّت إلى استقالة أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء عيّنه حسني مبارك. ومنذ تلك الحلقة، تحوّل الأسواني إلى ضيف دائم على برنامج «آخر كلام» الذي يقدّمه يسري فودة في كلّ مرة تعرّضت فيها الثورة لضغوط أو حصار. قد تكون كل هذه الأسباب، جعلت من خبر الخلاف بين الرجلَين صادماً في الشارع المصري.
بداية الأزمة كانت أول من أمس عندما بعث علاء الأسواني رسالة إلكترونية هاجم فيها يسري فودة، متهماً إياه بالانضمام إلى فلول نظام مبارك. وأضاف الكاتب المصري أن فودة أغلق الهاتف في وجهه مساء الأربعاء الماضي، عندما حاول الاتصال ببرنامجه «آخر كلام» للردّ على التصريحات التي أدلى بها ضيف الحلقة حسام بدراوي. وهذا الأخير قيادي بارز في «الحزب الوطني» المنحلّ.
لكن ما هي إلا ساعات على إرسال هذا الإيميل، حتى كتب الأسواني على صفحته على فايسبوك أن بريده الإلكتروني تعرّض للقرصنة، وأنه اختلف مع يسري فودة لكنه لا يشكّك أبداً في وطنيّته.
مساء اليوم نفسه، أطلّ الأسواني على شاشة «أون. تي. في.» ليشرح لجمهور يسري فودة أسباب الخلاف بينهما. وهو الخلاف الذي استغلّه «أيتام مبارك» للشماتة بالأسواني وفودة اللذين يعدّان من أكثر الأصوات إزعاجاً لهؤلاء. وقال صاحب «عمارة يعقوبيان» إنّ فودة نجح في إقناع حسام بدراوي بالظهور في برنامجه لمناسبة مرور ستة أشهر على تنحّي مبارك. والمعروف أن بدراوي كان طوال السنوات الماضية مستبعداً عن قيادات «الحزب الوطني»، لكن مبارك استعان به لمدة خمسة أيام فقط بعد اندلاع الثورة ليكون الواجهة التي تقود الحزب بعد إقالة قادته الفاسدين. قَبِل بدراوي الإطلالة في البرنامج، لكنّه اشترط عدم تلقّي أي مكالمات هاتفية طوال الحلقة. وهو ما استفزّ الأسواني الذي شنّ هجوماً حاداً على هذه الشرط «غير المقبول» على موقع تويتر. ولم يتردّد في التشكيك في ما قاله بدراوي عن الحوارات التي دارت بينه وبين مبارك في الساعات الأخيرة قبل التنحي. حاول الرجل تصوير نفسه بمظهر من نقل مطالب الثورة لمبارك قبل تنحيه: «لو كان يساند الثورة لما قَبِل من الأساس المنصب الذي كان الهدف منه إنقاذ النظام لا إسقاطه» قال الأسواني.
هنا، انتهى الأمر بالنسبة إلى هذا الأخير الذي فوجئ باختراق بريده الإلكتروني، واختلاق واقعة إقفال الهاتف في وجهه، ثم هجومه الشخصي على يسري فودة. لكن الخلاف «المختلق» بين فودة والكاتب المصري الشهير أعاد إلى الواجهة موضوعاً آخر، وهو استقبال القنوات الفضائية خلال شهر رمضان لـ«فلول النظام السابق»، إذ تقوم أغلب القنوات المصرية بفتح هوائها لسياسيين وفنانين وإعلاميين مشهورين بولائهم لمبارك. أما الهدف فهو تبييض صورتهم في أذهان المصريين، والتأكيد أن سقوط رأس النظام البائد، لا يعني إقصاء كل هؤلاء.
إذاً، انتهى الخلاف بين الأسواني وفودة، لكن الجدل سيبقى مستمراً حول مواضيع أخرى كثيرة، وأبرزها طبعاً نوعية البرامج الإعلامية المطلوبة بعد الثورة.