عكا | «إنها محاولة للتمييز بين مرحلتيْن، لكن مع الحفاظ على السّمات الرئيسة لمجلة «الكرمل» كمشروع ثقافي»، قال رئيس تحرير «الكرمل الجديد» حسن خضر لـ«الأخبار» في تعقيبه على صدور العدد الأول من «الكرمل الجديد» التي جاءت استمراراً لمسيرة المجلة التي أسّسها وحرّرها الراحل محمود درويش. لعلّها الولادة الثالثة لـ«الكرمل»، هكذا يريدها خضر على الأقلّ. مرحلة التأسيس في بيروت ذات يوم من شتاء عام 1981. مرحلة ما بعد الخروج من بيروت، وتواصلت حتى إغلاق المجلة قبل ثلاث سنوات. والمرحلة الثالثة هي التي بدأت قبل أيام. يقول خضر إنّ «الكرمل الجديد» ستحافظ على السّمات الأهم التي ميّزت «كرمل» درويش: «الحداثة والتحديث؛ والعمل جسراً بين الثقافة العربية والثقافات الأخرى؛ والاهتمام بنشر الإبداع بكافة ضروبه الأدبية والنقدية؛ والالتزام بالقضايا الثقافية للوضع العربي القائم، ولهذا السّبب كان العدد الأول عن الثورات العربية». اختارت «الكرمل الجديد» أن تفتتح عددها الأول بقصيدة للراحل درويش كان قد نشرها في أواسط الثمانينيات في مجلة «اليوم السابع» الباريسية، ولم يضمها إلى أيٍّ من مجموعاته الشعرية، أو كتبه النثرية اللاحقة. ويشارك في العدد الأول سمير أمين، ورشيد الخالدي، وألان غريش، وصبحي حديدي، وإبراهيم عبد المجيد، وفيصل درّاج، ومريد البرغوثي... اضافة الى مقالات ودراسات تتراوح بين التاريخ والسياسة والنقد والأدب.ترافقت محاولات إعادة إصدار المجلة مع مشاكل كثيرة يقول خضر إنّه لا يودّ الخوض فيها، «لكن تمّ تذليلها كلها». وقد اختلط في هذه المشاكل الثقافي بالسياسي، كما اختلط الاثنان في قضية التمويل، لتصدر المجلة بتمويل مؤسّسات أجنبية يشدّد خضر على أنها لم تشترط دعمها بأيّ تدخل مضمونيّ... فيما ابتعدت «الكرمل الجديد» عن أي دعم قد تقدّمه السلطة الفلسطينية.
كما أنّ «الكرمل الجديد» ستكون متاحة على الإنترنت وبالمجان: «مع أنّ لدينا طبعة عربية، إلا أنّ التوزيع في العالم العربي معقد ويخضع للرقابة. ونحن في النهاية مشروع غير ربحي هدفه الوصول إلى القارئ العربي أينما كان».
خضر يقول إنه مفاجأ ومتفائل بالردود التي تصله من أشخاص مختلفين في العالم العربي وهم يرحّبون بالمجلة. هذا طبيعي لو أخذنا في الحساب مركزية التجربة وأهميّتها في الذاكرة الثقافيّة. تلك بداية ممتازة الـ«الكرمل الجديد»، لكنّ المواصلة بحاجة إلى أكثر من الترحيب والاهتمام... خصوصاً في وجه ثقافة الـ«فاست فود» والفضائيات وتهميش القراءة.. فضلاً عن المستقبل الغامض الذي لا يعرف أحد ما يخبّئه للثقافة العربيّة وصُنّاعها ومستهلكيها.