عند إعلان الشراكة بين «نيوز كورب» و«روتانا»، شنّ البعض حملة على الوليد بن طلال، على اعتبار أنّه يدخل في علاقات اقتصادية مع أحد أكثر الأشخاص تأييداً لإسرائيل ولحروبها المتتالية على العالم العربي، وتحديداً على الشعب الفلسطيني. لكن لم يتطرّق أحد إلى الأسلوب الإعلامي الذي تتّبعه الوسائل التابعة لـ«نيوز كورب»، إلى أن انفجرت فضيحة «نيوز أوف ذي وورلد» أخيراً في بريطانيا، لتعيد إلى الواجهة هذه الشراكة الآخذة في الاتساع.
حتى الساعة، يبدو أن التصريح المتعلّق بتأثير هذه الأزمة على «روتانا» يقتصر على الوليد بن طلال فقط لا غير؛ إذ يرفض كل المحيطين بالشبكة السعودية التعليق على هذا الموضوع. وقد قال بن طلال في أحاديث صحافية إنه يعتقد أن «نيوز كورب» ستتعافى من أزمتها الحالية وإنه لا يعتزم بيع أسهمه في الشركة. والمعروف أن «المملكة القابضة» التي يملكها ابن الأمير السعودي تملك سبعة في المئة من الأسهم في «نيوز كورب»، وهي بالتالي ثاني أكبر مساهم فيها.
وقال بن طلال إن عائلة مردوخ ستذهب في التحقيق إلى النهاية، وستتعاون مع الشرطة، وأضاف: «أعتقد أن المشكلة تقتصر على «نيوز أوف ذي وورلد» ونحن لن نبيع أياً من أسهمنا». وأضاف: «علينا أن نتابع هذا الأمر وأن نجعل التحقيق يستمر كي نرى من هم المتورطون، فنتّخذ مع الشرطة الإجراءات اللازمة ضدّهم». أما عن تراجع الشركة عن شراء باقي أسهم «بي. سكاي. بي.» فقال: «يجب تسوية الوضع الحالي قبل دراسة الخطوات الاستثمارية الأخرى».
وبعدما أعلن تسعة مسؤولين في «نيوز كورب» الثلاثاء الماضي نيتهم تعيين شركة محاماة للتحقيق في هذه الحادثة ومعرفة تفاصيلها، بدأ عدد من المساهمين في شركته بحملة ضغط على مردوخ. لكن يبدو موقف الوليد بن طلال مختلفاً؛ فهو يساند «حليفه» إلى أبعد حدود، كيف لا وقد وصفته الصحافة الغربية بالصديق المقرب من عائلة مردوخ.
وكانت الشراكة بين «روتانا» و«نيوز كورب» قد أدّت إلى ردود فعل مختلفة، وخصوصاً من الفنانين العاملين مع الشركة السعودية؛ إذ تخوّف هؤلاء من وصول أعمالهم إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، وخصوصاً أرشيف السينما المصرية الكبير الذي تملكه الشركة السعودية، وقيل إن «نيوز كورب» وضعت يدها عليه. لكن كل ذلك لم يثنِ بن طلال عن الاستمرار في شراكته مع مردوخ، بل أعلن مراراً أنه يسعى إلى توسيعها من خلال مشاريع أخرى «ستكون مكسباً للعالم العربي».
أما اليوم، فبدأت الأسئلة تلاحق مشاريع الوليد المقبلة، وأبرزها محطّته الإخبارية الجديدة التي قال إنه سيطلقها قريباً «لتنافس «العربية»، و«الجزيرة»... وستكون مبنية على النموذج الإخباري ذاته لقناتي «فوكس»، و«سكاي نيوز» الإخباريتيين» اللتين يملكهما مردوخ. ولكن حتى الآن، لم تظهر بعد ملامح هذه القناة، ولم يتّضح إن كان مردوخ سيدخل شريكاً فيها، أو أنه سيكتفي بأسهمه في «روتانا».
وفي انتظار اتضاح هذه الصورة، كرّرت بعض وسائل الإعلام العربية هجومها المركّز على الوليد بن طلال، طالبةً منه فضّ ارتباطه بمردوخ، كما فعل كثيرون على موقع «فايسبوك»، فكتب أحد السعوديين المقيمين في لندن «إن لم تزعجك علاقة مردوخ بإسرائيل، ألم يزعجك أسلوبه اللاأخلاقي في إدارة عمله الصحافي؟... لا مكان في العالم العربي لمردوخ وأمثاله، ولن يكون له مكان في إعلامنا».