لا تنتهي مفاجآت فارس إسكندر. بعد «جمهورية قلبي» الذي غنّاها والده الفنان محمد اسكندر، ها هي «غرفة عمليات» تثير جدلاً أيضاً بعدما سلّطت الضوء على هوس الفتيات بعمليات التجميل، لكنّ «شاعر الأغنية» بات يتفاءل بردود الفعل السلبية تجاه أيّ أغنية يكتبها. حينها، يعرف أن أغنيته ستحصد النجاح لاحقاً. يعارض إسكندر الابن مقولة إنّه يقدّم إلى والده الأغنيات الاستفزازية بعدما ألّب بعض الناشطات النسويات عليه بسبب أغنية «جمهورية قلبي». يؤكد: «المواضيع الصادمة موجودة منذ بداياتي في كتابة أغنيات لفارس كرم، وأنور الأمير، ونانسي عجرم، واليسا، مما رسّخ بصمة فارس اسكندر كشاعر غنائي. لكن مع محمد اسكندر، اختلف الأمر لأنه سمح لي بالمغامرة، مما منحني ثقةً لم يعطني إياها أيّ مغنٍّ آخر، بل قيدني هؤلاء بحساباتهم تجاه آراء الآخرين، والشهرة التي تدفعهم أحياناً إلى المبالغة في الغرور». وتابع إنّه رغم النقد الذي تعرّضت له «جمهورية قلبي»، «لا أحد يمكنه أن ينكر أنّها حقّقت نجاحاً كبيراً».
وعن إطلاق «غرفة عمليات» في عزّ الانتفاضات التي يشهدها العالم العربي، يجيب: «أنا ضد كل من يغني اليوم لثورات الشعوب وفي رصيده أغنية قدمها مرةً ليمدح بها إنجازات الطغاة المخلوعين، أو آخرين ما زالوا متمسكين بكراسيهم».
ويكشف فارس أنّه كان قلقاً من فشله في كتابة أغنية تفوق نجاح «جمهورية قلبي»، «لذا كنت مصراً على طرح أعمال جديدة رغم كل التحديات». ويستشهد هنا بالنجاح الذي حققته أغنية «1100» لنوال الزغبي بعيد إطلاقها في خضم الثورات الشعبية الأخيرة، لكن ما ردّ إسكندر على عدم وضع أغنيته عنواناً لألبوم نوال «معرفش ليه»، والتركيز على الأغنية المصرية؟ يجيب: «نوال لديها مقومات النجمة الكبيرة، لكن لا أحد يمكنه أن ينكر أن «1100» حملت الألبوم الى النجاح كما سبقتها أغنيتي «عبالي حبيبي» في البوم إليسا الأخير، و«شيخ الشباب» في ألبوم نانسي عجرم. وهنا مكمن القوة، أن تكون أغنيتنا هي الضاربة من دون أن نكون عنواناً للألبوم. ومع احترامي لنوال، أعتقد أنّ أغنية «أقولك إيه» سمعها الجمهور منذ التسعينيات. ومع احترامي للمصريين، هم لم يقدموا أي جديد في هذه الأغنية، كما أنّ 80 مليون نسمة يظن المغني اللبناني أنّه مجبر على الغناء بلهجتهم للوصول اليهم، لم يكونوا متفرغين لسماع الألبوم هذه المرة!». ويتابع: «أظن أنّ على الفنان اللبناني التفكير ملياً والعودة الى دراسة جدية لواقع السوق الفني من منظار النجاحات التي حققتها الأغنية اللبنانية. الغريب أنّنا أناس نرغب في تفصيل أنفسنا على قياس الجميع، فيما لا نرى أحداً ينوي التنازل وتفصيل نفسه على قياسنا. غريب كم نحبّ التضحية في سبيل الآخرين!».
لـ «روتانا» نصيب من الحديث مع صاحب «عبالي حبيبي»، الأغنية التي أخذت لحنها مغنية إسرائيلية، فكشفت هذه الفضيحة عقود التنازل التام التي تعتمدها «روتانا» مع الملحنين وشعراء الأغنية عندها. بموجب هذه العقود، يحق للشركة بيع العمل لأي جهة أرادت. يقول: «هنا نعود الى التجار الذين يتحكمون في هذا المجال، هم لا يهتمون للتطور ولا لتقديم الجيد. كل ما يعنيهم المبدأ المادي والاستفادة التجارية». ويواصل هجومه على الشركة السعودية: «مشروعهم سينقلب عليهم، لأنّ نياتهم السيئة مكشوفة في احتكار أكبر مكتبة موسيقية ليعودوا لبيعها مرات ومرات».