كعادته، انطلق برنامج «مهرجانات بيت الدين» بتحية إلى رمزٍ من رموز الغناء العربي، وهذه السنة كُرِّمَت «الشحرورة» بصوت الفنانة رويدا عطية. الغناء سيدٌ هذه السنة في «بيت الدين» والمحطة الثانية مع الغناء الأوبرالي. أمسية يحييها غداً أشهر وأنشط تينور في العالم اليوم، الفرنسي من أصل إيطالي روبيرتو ألانيا. غير أن البرنامج سيكون شعبياً لا كلاسيكياً، إذ يؤدي الفنان الأربعيني من ألبومه «Sicilien» الذي استعاد فيه كلاسيكيات الغناء الشعبي في جزيرة صقلية الإيطالية، في عودة رمزية إلى مسقط رأسه.
لا بسطور ولا بصفحات يمكن اختصار مسيرة هذا التينور الكبير والغزير الإنتاج في واحد من المجالات الفنية التي تتطلب أكثر من موهبة (الغناء والتمثيل)، إضافةً إلى ذاكرة استثنائية لا تحتمل أدنى ثغرة. أسطواناته بالعشرات، وعروضه الأوبرالية الحية أيضاً. اعتلى أكبر مسارح الأوبرا من «لا سكالا» في ميلان إلى «ميتروبوليتان» في نيويورك و«كوفنت غاردن» في بريطانيا. كذلك خاض تجربة الغناء الأوبرالي الشعبي وأيضاً الديني. قدّم ألانيا أبرز الأدوار في الأعمال الأوبرالية، مهتماً حصراً بالأعمال الفرنسية والإيطالية بطبيعة الحال، إضافةً إلى الأدوار الكبيرة عند فيردي وبيزيه ودونيزيتي وبوشيني، ساهم ألانيا في إعادة إحياء أعمال قديمة لكن غير معروفة من هذا النوع، وخاصةً للمؤلف الفرنسي جول ماسّني.
في عام 2002، أتى روبرتو ألانيا إلى لبنان مع زوجته، السوبرانو الرومانية أنجيلا غيورغيو، ضمن «مهرجانات بعلبك». اليوم، بعد انفصاله عن شريكته، يأتي وحيداً ليقدّم ألبومه «Sicilien» الذي يُعدّ من أهم إصداراته منذ انتقاله في عقد حصري إلى الناشر الأقوى عالمياً «دويتشيه غراموفون» بعدما صنع أمجاداً عند EMI. الأمسية ستكون تاريخية لمحبي هذا النمط الفني. غير أن الجمهور اللبناني من متتبّعي أخبار المواهب الجديدة والكبيرة، ربما كان يفضّل اسماً آخر، لم يزرنا بعد، مثل المكسيكي رولاندو فيلازون، أو الألماني يوناس كاوفمان، الحائز جائزة أفضل تسجيل لعام 2010 عن أسطوانته المخصصة لسلسلة «ليدر» من عند شوبرت.
تجدر الإشارة إلى أن ألانيا سيدخل اسمه في نسخة 2012 من قاموس «لاروس» الفرنسي العريق في خطوة استثنائية لشخصية ما زالت على قيد الحياة.



أمسية روبيرتو ألانيا: 8:30 من مساء الغد ــــ «مهرجانات بيت الدين». للاستعلام: 01/999666 ـــ www.beiteddine.org