القاهرة | عندما قدّمت نادية الجندي شخصية الملكة نازلي في مسلسل «ملكة في المنفى» في رمضان الماضي، واجه العمل سلسلة أزمات: أولاً أدّت الجندي دورها بأسلوبها المعتاد الذي عوّدتنا عليه، سواء جسدت شخصية تاجرة مخدرات أو ملكة متوّجة. أما الأزمة الثانية فهي أن الجمهور لم يتعوّد التعاطف مع شخصية تاريخية مصرية اشتهرت بكره الناس لها.هذا بالنسبة إلى «ملكة في المنفى»، أما اليوم فيبدو أن أزمات شبيهة تلوح في الأفق، لكن هذه المرة مع مسلسل آخر يروي سيرة... سوزان مبارك. إذاً في حال نجاح الممثلة وفاء عامر في تجسيد زوجة الرئيس المصري المخلوع على الشاشة، فإن أسئلة كثيرة سترافق هذا العمل.
ويبدو أن الممثلة المصرية متحمّسة جداً لدورها الجديد. إذ توجّهت إلى مكتب الشهر العقاري لتسجيل الشخصية باسمها خوفاً من أي سطو قد تُقدم عليه ممثلة أخرى. والمفارقة أنّ عامر نفسها قدّمت أيضاً شخصية الملكة نازلي في «الملك فاروق» قبل خمس سنوات. والمعروف أن كلّاً من نازلي وسوزان مبارك كانت لهما يد في إطاحة العائلة الحاكمة: الأولى كان لها أثر كبير في غضب الشعب على العائلة المالكة، حتى هتف الشعب للملك فاروق «من لا يحكم أمّه لا يحكم أمّة». أما الثانية فيتردّد أنها أصرّت على توريث الحكم لنجلها الأصغر جمال، وهو ما دفع المصريين إلى الانتفاضة على واقعهم السياسي، وإطلاق الشرارة الأولى لـ«ثورة 25 يناير».
وهنا سؤال بديهي يطرح نفسه: إذا كانت وفاء عامر قد قدمت شخصية الملكة نازلي بعيوب قليلة في المسلسل الذي هدف إلى تجميل وجه العائلة المالكة قبل «ثورة يوليو»، فهل ستفعل الأمر نفسه مع سوزان مبارك؟ وهل ستظهر جوانب خفيّة في حياة «ماما سوزان» ـــــ كما كان يسميها الإعلام الحكومي ـــــ تخفف من وطأة الهجوم العنيف ضدها؟ الإجابة عن هذين السؤالين لا تزال مجهولة، وخصوصاً أنّ النص لم يكتب بعد. وقد أكد المنتج محمد فوزي أن فكرة العمل واسمه الموقت «رأس الدبوس» راودته بعدما قرأ عشر أوراق كتبها سيناريست شاب، لم يعلن عن اسمه. وقال إنّه طلب منه كتابة الحلقات كاملة وعدم الظهور في الإعلام أو الكشف عن هويته كي لا يتعرّض لضغوط من أحد أو يستقطبه منتجون آخرون.
وبالتالي حتى الساعة، لم يجر اختيار مخرج العمل ولم يرشّح باقي الأبطال. كما أن نهاية المسلسل لم تكتب بعد. وعلى ما يبدو، فإنّ قصة سوزان لم تنته فصولها بعد في الحياة المصرية، رغم مرض زوجها وحبس ولديها جمال وعلاء في سجن مزرعة طرة. إذاً باختصار، يمكن القول إن كلام وفاء عامر والمنتج محمد فوزي ـــــ وهو بالمناسبة زوجها ـــــ مجرد حجز للشخصية التي لن تدور الكاميرات لتسجيل قصة حياتها على الشاشة، قبل أن يعرف المصريون مصيرها على أرض الواقع.