القاهرة | أمس صدر العدد الأوّل من صحيفة «التحرير» التي يرأس تحريرها إبراهيم عيسى. ويعود هذا الأخير إلى عالم الصحافة المكتوبة بعد تسعة أشهر من الغياب، منذ إقالته من رئاسة تحرير جريدة «الدستور» في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي إثر شرائها من السيد البدوي، ورضا إدوارد. وإن كان إصدار الجريدة قد تأخّر أسابيع بسبب تباطؤ الجهات المعنية في منح المطبوعة الترخيص، فإن الكادر البشري كان حاضراً وجاهزاً منذ فترة طويلة. إذ رفض 80 في المئة من العاملين في «الدستور» الاستمرار في وظائفهم بعد مغادرة عيسى، وقرروا مرافقته في رحلته الجديدة.إذاً رغم التأخير، صدرت «التحرير» بروح الثورة التي قلبت المشهد الإعلامي في مصر. وتصدّر صفحتها الأولى «لوغو» مميز هو عبارة عن أسد قصر النيل الشهير، وإلى جانبه كلمة «التحرير». ونقلت هذه الصحيفة على صفحاتها أمس العبارات التي كتبها المصريون على فايسبوك وتويتر خلال الثورة، لتكون أول مطبوعة تنقل الفضاء الإلكتروني لقرائها لا العكس. وبهذه الطريقة، تعرّف جمهورها الذي لا يتابع مواقع التواصل الاجتماعي على حقيقة ما يجري على هذه الشبكة التي كانت محركاً رئيسياً لـ«ثورة 25 يناير».
وبدا واضحاً منذ العدد الأول أن الصحيفة جذبت عدداً من الأقلام المهمة ذات الجماهيرية في مصر مثل بلال فضل وعمر طاهر، إلى جانب جمال فهمي وطارق الشناوي، ونبيل فاروق، ومحمد عبد القدوس، وأسامة غريب، ومحمد شعير، وخالد البري، ومحمد المنسي قنديل، ومحمد فتحي.
وفيما اختلف البعض حول المادة الخبرية الموجودة في الصحيفة، قدم المحررون عدداً من الأخبار الحصرية مثل منح رئيس الحكومة عصام شرف 20 في المئة من ميزانية جهاز الاتصالات مكافآت لأعضاء مجلس إدارته. وهو المبلغ الذي قدّر بالملايين. كذلك نشرت الجريدة تقريراً حول ديون رجال عهد حسني مبارك لدى المصارف المصرية. وكما كان متوقعاً، أفردت «التحرير» مساحات لفن الكاريكاتير والكوميكس أبرزها كان للمرشحين المحتملين في سباق الرئاسة المصرية الذين يتنافسون لركوب «ميكروباص» الرئاسة. وظهر كل منهم وهو يقدّم الأسباب التي تحتّم اختياره لقيادة البلاد.
وفيما تميز الإخراج الفني للجريدة بطابع مختلف عن السائد، اتهم صحافيون في «التحرير» جريدة «المصري اليوم» بسرقة الخط font الذي كانت تنوي الصحيفة الجديدة استعماله، واستخدامه في عدد السبت الماضي، أي قبل يوم واحد من صدور الصحيفة الجديدة. والمعروف أنّ «المصري اليوم» لا تزال المطبوعة الأكثر توزيعاً في مصر، ومعها طبعاً صحيفة «الشروق». لكن الأكيد أنّ عرش هاتين الصحيفتين مهدد اليوم بعد صدور «التحرير» وغيرها من الصحف التي ستصدر تباعاً في الأسابيع المقبلة... فهل يكون البقاء للأقوى؟