في كانون الثاني (يناير) من العام الماضي، حزمت هويدا طه أمتعتها وبدأت رحلة البحث عن اليساريين العرب. بعد أكثر من عام، أنهت الصحافية المصرية رحلة البحث، فوثّقتها في شريط من ثلاثة أجزاء يحمل عنوان «اليساريون». الاثنين الماضي، عرضت قناة «الجزيرة» الجزء الأوّل من العمل الوثائقي الذي حمل عنوان «الجذور». وأضاءت خلاله على نشأة الحركة اليسارية في لبنان، وسوريا، ومصر، والسودان، واليمن، وسلطنة عُمان... هكذا اكتشفنا مثلاً أن أوّل حركة يسارية في الخليج العربي انطلقت من عُمان، «فيما عجزت عن تصوير مشاهد في تونس، والمغرب، والجزائر، لأن «الجزيرة» كانت ممنوعة من العمل في هذه الدول» تقول طه لـ«الأخبار». إذاً عرضت طه في الجزء الأول الحالة اليسارية من بدايات القرن العشرين حتى الخمسينيات.أما بعد ظهر اليوم، فموعدنا مع الجزء الثاني «الامتحان». هنا سنشاهد التحديات التي واجهها اليساريون منذ منتصف القرن الماضي: «ثورة 1952» التي أدت إلى انتهاء الحكم الملكي في مصر، و«ثورة 1958» في العراق... ثم ننتقل الأسبوع المقبل إلى جزء «الحصاد»، الذي سيضيء على نشوء اليتار الإسلامي في العالم العربي وانتشاره، إلى جانب مقابلات مع ناشطين في حركات اليسار العربي الجديد. وفي هذا الجزء، سنتعرّف إلى «مساهمات الشيوعيين واليساريين في حركة التنوير في العالم العربي»، صوّرت مثلاً «مقابلات في «تلفزيون الجديد»، وإذاعة «صوت الشعب» في لبنان، كما سأتطرّق إلى الفنون مثل الإرث الذي تركه الشيخ إمام» تقول طه لـ «الأخبار».
لكن لماذا اختارت هويدا طه العودة إلى الحركة اليسارية في العالم العربي؟ يبدو جوابها مباشراً وصريحاً «أولاً لأنني يسارية، ثمّ خطرت الفكرة في بالي بعدما عرضت «الجزيرة» سلسلة وثائقية بعنوان «الإسلاميون»». بعد عرض هذه السلسلة، توجّهت الصحافية المصرية إلى إدارة الفضائية القطرية وقدّمت اقتراحها «وافقت المحطة ولم تضع لي أيّ محاذير».
موعدنا إذاً اليوم مع جزء جديد من الوثائقي الذي قابلت فيه رويدا طه مجموعةً كبيرة من الضيوف، بينهم: عبد الغفار شكر (مصر)، وحسين العودات (سوريا)، ومحمد دكروب (لبنان)، وفالح عبد الجبار (العراق).
أما بعد «اليساريون»، فتعدّ طه سلسلة جديدة تتناول خلالها المقولة الشهيرة «القاهرة تكتب، بيروت تطبع، وبغداد تقرأ»، فتجول على العواصم الثلاث للتأكد مما إذا كانت هذه النظرية لا تزال صالحة في أيامنا هذه.

اليوم 17:00 على «الجزيرة» والإعادة غداً 14:00



وراء الشمس

قد تكون إحدى أبرز المفارقات التي رافقت العمل على سلسلة «اليساريون» أن رويدا طه أنهت إعدادها في 24 كانون الثاني (يناير) 2011، أي قبل يوم واحد من انطلاق الثورة المصرية، التي أطاحت نظام حسني مبارك. والمعروف أن هذه الصحافية المصرية تعرّضت أكثر من مرة لمضايقات أجهزة الأمن المصري، وأبرزها عام 2007 عندما عرضت شريطاً بعنوان «وراء الشمس» على شاشة «الجزيرة». وأثار هذا الوثائقي ردود فعل عنيفة في مصر، لأنه صوّر شهادات أشخاص تعرضوا للتعذيب في المراكز الأمنية. وأدى الشريط إلى محاكمة طه وإصدار قرار بسجنها لمدة ستة أشهر.