تونس | «مهرجان قرطاج» بعد الثورة، لن يكون كما قبلها. هذا ما يمكن استنتاجه من برنامج الدورة السابعة والأربعين لهذا المهرجان العريق، التي تبدأ غداً الثلاثاء وتنتهي في السادس من الشهر المقبل. البرنامج الذي أعلنه وزير الثقافة التونسية عز الدين باش شاوش أخيراً سيكون حافلاً بعروض وحفلات تناسب روح الثورة، وتطلعات التونسيين. هكذا سنتابع حفلات لفنانين كانوا مقموعين في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي مثل «بندير مان» bendir man، والفنان الجزائري بعزيز الذي طرد من تونس بسبب انتقاده النظام. ويطلّ هذان الفنانان في حفلة مشتركة في العاشر من الشهر الحالي. كذلك سنستمع إلى فرق الأغاني الملتزمة التي تعرضت لمضايقات عدة في السنوات السابقة مثل رضا الشمك (5/ 7)، وآمال المثلوثي (7/ 7)، ومنير الطرودي وعادل بوعلاق (12/ 7) و«مجموعة البحث الموسيقي» في قابس، وفرقة «أولاد المناجم»، و«أولاد بومخلوف» (23/ 7)، والثنائي آمال الحمروني وخميس البحري (25/ 7). طبعاً يتضمّن البرنامج أيضاً إلى جانب الأغنية البديلة أنماطاً أخرى من الموسيقى مثل الأغنية الشعبية. هكذا، يطل شريف علوي (6/ 7) فوزي بن قمرة (8/ 7). وللطرب أيضاً حصته مع سهرة «عطر الأندلس» للصحبي بن مصطفى، ومحمد عبد القادر بالحاج قاسم (14/ 7)، وألفة بن رمضان (16/ 7)، وشهرزاد هلال (17/ 7)، والأخوان المرايحي (23/ 7). كذلك يفرد المهرجان حيّزاً للشباب من خلال حفلات الراب مع لمحمد علي بن جمعة (13/ 7) وغيرها من العروض في الرابع والعشرين من الشهر الحالي.ورغم مقاطعة رموز مسرحية مهمة هذا المهرجان مثل توفيق الجبالي، وليلى طوبال، وعز الدين قنون، سيُعرض عدد من الأعمال المسرحية: «يحيى يعيش» (31/ 7) للفاضل الجعايبي، و«سفر» لصباح بوزيتة (11/ 7)، و«يبقى حديث» لصالح حمودة (25/ 7) ومسرحية «بادام بادام» لسعاد بن سليمان (28/ 7). أما حفلة الافتتاح فستبتعد هذا العام عن الاستعراض و«البهرجة» لتحييها الأوركسترا السيمفونية بقيادة المايسترو حافظ المقني.
وكما كل عام، يضمّ البرنامج باقة من العروض الأجنبية، وإن كانت قليلة هذه السنة، نظراً إلى خفض الميزانية التي لم تتجاوز مليون دولار.
وأكد وزير الثقافة التونسي عز الدين باش شاوش خلال مؤتمر صحافي أن سياسة هذه السنة «تعكس حرص الوزارة على أن تكون عروض مهرجانات ما بعد الثورة مدروسة بكل دقة تجمع بين الجودة والتكلفة المعتدلة لترشيد المصاريف»، مشيراً إلى أنّ العروض الأجنبية جرت برمجتها في إطار التعاون الثقافي القائم بين تونس ومختلف البلدان المشاركة. ومن أبرز الفنانين العرب والغربيين أميمة الخليل (6/ 7)، وسهرة أفريقية (14/ 7) والشاب جيلاني من ليبيا (15/ 7) وغيرها من العروض الإسبانية والكوبية والروسية. أما نجم هذه الدورة فسيكون بلا منازع الفنانة سعاد ماسي من الجزائر (19 /7) وأيو الألمانية ذات الأصول النيجيرية (11/ 7).
الدورة السابعة والأربعون لـ«مهرجان قرطاج الدولي» أو الدورة الأولى لتونس ما بعد الاستبداد تتخلص بصعوبة من إرث الماضي. وقد نجح الجمهور في الضغط على المنظمين لإلغاء حفلة لطفي بوشناق الذي كان من موقّعي البيان المطالب لبن علي بالترشح لولاية جديدة. لكن يبدو أن الغاضبين لم ينتبهوا إلى حفلة محمد الجبالي (16/ 7) الذي قال في انتخابات عام 2009: «يكفي أن تتزامن انطلاقتي الفنية في «نجوم الغد» مع عهد التغيير لأضمّ اسمي إلى كل من يساند سيادة الرئيس (بن علي) في هذه الانتخابات».