في وقت تشهد فيه الساحة الفنية المغربية حالة غليان داخلية بعد الكشف عن قائمة المشاركين في مهرجان «موازين» الذي يستضيف المغنية الكولومبية شاكيرا، دخلت الجزائر منذ أيام حالة من التوتر والانشقاق على خلفيّة الدورة الثامنة من برنامج «ستار أكاديمي» الذي تعرضه «أل. بي. سي». إذ أعرب بعضهم عن استياء استبعاد الجزائريين من المشاركة، فيما راح آخرون يكيلون جملة من التهم والانتقادات ضدّ البرنامج، معتبرين إياه واجهة فساد القيم الاجتماعية وانحلال الأخلاق. وجاءت القطرة التي أفاضت الكأس مع أداء أحد المشاركين الأذان على إيقاع الموسيقى، ما دفع جريدة «الشروق» الجزائرية ذات التوجه الإسلاموي إلى التعليق: «لا يمكن أياً كان مهما كانت جنسيته أو ديانته، أن يتابع أزيد من ربع ساعة على أقصى تقدير لفقرات البرايم كل يوم جمعة، بسبب اللوحات الفنية المخلّة بالحياء في معظم الأوقات، والمرفقة بأصوات هزيلة». خطوة حرّكت الكثير من الآراء على الإنترنت وأثارت غضب أحد علماء الدّين السعوديين الذي قال: «البرنامج لا يعدّ قدوة؛ لكونه مخالفاً للشريعة الإسلامية، بل لكل العقائد والشرائع السماوية».بالعودة قليلاً إلى الوراء، شهد كاستينغ «ستار أكاديمي 8» في ديوان رياض الفتح، في الجزائر العاصمة في كانون الثاني (يناير) الماضي، إقبالاً شبابياً واسعاً. وقد شاركت فيه سهيلة بلشهب صاحبة المرتبة الثانية في الدورة الأخيرة من برنامج «ألحان وشباب» الجزائري. لكنّ الحظّ لم يحالفها مثل بقية الجزائريين في دخول الأكاديمية. خيبة لم يتجرعها كثيرون ورأوا أنها نتاج نيات سيئة يحملها القائمون على البرنامج، وخصوصاً مديرة الأكاديمية رولا سعد، من أجل استبعاد الجزائر. وشهدت المنتديات وبعض المواقع الإلكترونية و«فايسبوك» تعليقات وأحاديث طويلة عن خيارات «ستار أكاديمي 8». وعلق أحدهم: «اللبنانيون يميلون الكفة للمصريين. وجميع المغاربة المشاركون سينتهي مشوارهم عما قريب».
رغم كل ما يدور من آراء ودعوات إلى مقاطعة «ستار أكاديمي»، تشير المعاينة الميدانية إلى أنّ البرنامج نفسه يحظى بمتابعة واهتمام واسعين في الجزائر. إذ يحلم الكثير من الشباب بالمشاركة وبلوغ عتبات النجومية، والسير على خطى الجزائرية أمل بوشوشة، بعدما سدت أمامهم سبل النجاح والظهور في بلدهم.



ألحان وشباب

بعد توقف برنامج «ستار أكاديمي المغرب» على قناة «نسمة تي في» لأسباب مالية، وفق ما قال مدير القناة نبيل قروي، تفاءل الشباب بعودة برنامج «ألحان وشباب» على التلفزيون الجزائري الذي لم يفِ حتى الساعة بوعوده. إذ فشل في منح المبدعين جرعة الأوكسجين المرجوّة. وبعد ثلاث دورات، بدا واضحاً أنّه مجرد برنامج موسمي، تنتهي فيه رحلة البحث عن الأضواء مع نهاية برايمات البرنامج. كما أنّه لم يلقَ إجماعاً في الأوساط الفنية الجزائرية. حتى أنّه شهد مقاطعة الكثير من المغنّين خلال السنوات الثلاث الماضية.