دمشق | «الحطام العربي بدأ يتصدّع ويتفكّك، مفصحاً عن عمل فريد واستثنائي، بدا الشهر فيه يوازي مئتي سنة من إخفاقات النهضة الأولى». بهذه العبارة افتتح الطيب تيزيني شهادته في الندوة التي استضافها «اتحاد الكتاب العرب» في دمشق أخيراً بعنوان «أوراق النهضة». وأضاف المفكر السوري أن ما نعيشه من ثورات شبابية عربية يشبه المعجزة، ينبغي النظر إليها كواقع معيش، بقصد التأسيس لنهضة جديدة.
واستبعد صاحب «من التراث إلى الثورة» الذي اعتُقل لساعات على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها ساحة المرجة في دمشق في آذار (مارس) الماضي، أن تكون أيدٍ خارجية هي التي تحرّك هذه الثورات، مشيراً إلى أنّ تسويق هذه الأفكار «غباوة داخلية». الانتفاضات الشبابية، وفقاً لما يراه تيزيني، أتت لتقول «الكرامة قبل الخبز»، طارحةً رؤية جديدة في «ضبط الأولويات»، أو أنّها أتت جواباً حاسماً على آلية «الفساد والإفساد» التي تتحكم في مصائر البشر. ودعا المفكر التنويري إلى عدم التشويش على شعارات الانتفاضات العربية بوهم الطائفية والمذهبية، مراهناً على التعددية السياسية في إصلاح أخطاء الماضي، عبر مؤتمر وطني يجمع أطياف المجتمع السوري: «لا خوف من التعددية ــــ قال ــــ كلما تعددت البنية، اشتد العمل»، كما نبّه إلى خطر الثأرية والثأرية المضادة، في إطاحة هذه اللحظة التي تصنعها روح الشباب. أما المطلوب في رأيه، فهو التطلع إلى تأسيس بنية جديدة ومتكاملة، بدلاً من «البنى الرثّة المتآكلة» التي أوصلت مشاريع النهضة العربية إلى فراغ تاريخي، وطفرة عولمية، وطريق
مسدودة.

أصدر كتّاب ومثقفون سوريون بياناً يشجب «الممارسات القمعية للنظام السوري ضد المتظاهرين». وترحّم الموقّعون على «جميع شهداء الانتفاضة السورية ضد النظام»، مؤكّدين «حق التظاهر، وكل ما يطرح من شعارات الوحدة الوطنية، والمطالبة بالحرية، وصولاً إلى المطلب الأهم وهو إجراء حوار وطني شامل يضم جميع أطياف الشعب».
وسلّط البيان الضوء على التضليل الذي يمارسه الإعلام السوري، مهيباً «بالصحافيين والإعلاميين الشرفاء في المؤسسات الإعلامية السورية أن يتوقفوا عن أداء عملهم ويعلنوا انسحابهم من اتحاد الصحافيين في سوريا (...) حفاظاً على شرف المهنة»، كما توقّف عند «صمت الكثير من المثقفين السوريين»، وطالبهم «بإعلان موقف واضح من الممارسات القمعية للنظام السوري بوصفهم جزءاً من الشعب السوري البطل». ومن الموقعين: حسام ميرو، حسين الجمو، عبد الرزاق إسماعيل، مروان علي، محمد منصور، مصطفى الجندي، راشد عيسى، ياسين الحاج صالح، محمد علي الأتاسي، سعاد جروس، هالة محمد، خالد خليفة، حازم سليمان، محمد داريوس، منذر بدر حلوم، سمر يزبك، زياد عبد الله، منذر المصري، حازم العظمة، عبير اسبر، صالح دياب، ماهر شرف الدين...

نص البيان كاملاً مع لائحة الموقّعين