داخل «استديو جلال» في القاهرة، لا يعكس تصوير الجزء الثالث من مسلسل التشويق «لحظات حرجة» نجاح الشركة المنتجة في تسويق الجزءين الأول والثاني فحسب، بل يعكس أيضاً رغبة صنّاع الدراما المصرية في الاستمرار والبحث عن بدائل لمواجهة سطوة العرض الرمضاني من جهة، وتأثير الثورة السلبي على الدراما من جهة أخرى.لم يكن صنّاع «لحظات حرجة» يدركون أن هروبهم من العرض الرمضاني سيكون أكثر فائدةً لهم بعد اندلاع «ثورة 25 يناير». المسلسل الذي يعرض جزؤه الثاني حالياً على تلفزيون «دبي»، لم يجد صنّاعه أيّ غضاضة في إطلاق تصوير الجزء الثالث، لأنهم لن يخضعوا للضغوط التي يتعرض لها منتجو مسلسلات رمضان بسبب طوفان الثورة المصرية، الذي أدى إلى تعطيل إنتاج العديد من الأعمال، إما لغياب القنوات التي تقبل المخاطرة بعرض هذه المسلسلات من دون عائد إعلاني، أو لأنّ مضامين تلك المسلسلات لا تناسب مزاج الجمهور المتأثر حتى الآن بميدان التحرير.
في «لحظات حرجة»، الصورة مختلفة كما يقول المخرج شريف عرفة، المشرف على المشروع. الأهم كان تقديم عمل مميز درامياً ومختلف عن السائد، لا يرتبط بموعد عرض معيّن. والأهم نجاح الشركة المنتجة «بارتنر برو» في تسويقه للعرض بلغات عدة مثل التركية والصينية، إذاً، يرى عرفة أنّ المسلسل لا يهدف إلى الربح السريع الذي تتوخاه مسلسلات رمضان. وهو ما شجع على إطلاق تصوير الجزء الثالث بينما كان السوق الدرامي المصري يعاني الركود. فيما نفى عرفة أن تُقحَم الثورة في حلقات هذا الجزء لأنّ كل الأحداث تدور داخل المستشفى، ولا يصح استغلال الثورة بهذه الطريقة. يحاول العمل عرض مشكلات إنسانية تصادفها مجموعة كبيرة من الأطباء والمرضى في مكان واحد هو المستشفى. ومن خلاله، يمكن التعرف إلى مشكلات عديدة تواجه المجتمعات العربية. ويلفت عرفة إلى أنّ المسلسل صيغ على نحو ينطبق على كل الدول العربية. ويبرّر أحمد صالح، الذي تولى إخراج الجزءين الثاني والثالث، عدم الاستعانة بضيوف شرف كما حدث في الجزء الأول بأنّ الهدف كان جذب الجمهور إلى المسلسل الذي تختلف طبيعته عن الدراما المصرية، إذ كانت المرة الأولى التي يعيش فيها المشاهد داخل المستشفى، ويدخل غرفة العمليات، ويلهث مع اللحظات الفارقة بين الحياة والموت، لكن مع تتابع الأجزاء، بات اهتمام الجمهور أكبر من نجوم العمل، مما أسهم في الحد من الاستعانة بضيوف الشرف. يضاف إلى ما سبق تطور شكل الدراما المقدمة على الشاشة، حيث كان التركيز في الجزء الأول على تفاصيل العمليات الطبية. وفي الجزءين الثاني والثالث، بدأ الاهتمام بالعلاقات الإنسانية بين الأطباء والمرضى. وكان الجزء الأول قد شهد مشاركة نجوم كثيرين أمثال أحمد السقا، ومنى زكي، ويسرا، ولطيفة وجمال سليمان. ولجأ صناع العمل إلى تكنيك آخر لضمان الحفاظ على جمهور المسلسل وهو الاستعانة بممثلين جدد في نهاية الجزء الثاني ليستكملوا المسيرة في الجزء الثالث. بالتالي، يخالف «لحظات حرجة» القاعدة التي تسير عليها مسلسلات الـ «سيت كوم»، وهي الحفاظ على الأبطال الرئيسيين مهما طالت الأجزاء، إذ انضم النجوم ياسر جلال، ودرة، وحنان مطاوع، ويسرا اللوزي، وإيمي سمير غانم وغيرهم إلى المستشفى بجوار عمرو واكد، ومحمود عبد المغني، وأمير كرارة، وانجي المقدم، والممثل اللبناني عمار شلق. وخرج من حسابات الجزء الثالث هشام سليم، وبشرى وعزت أبو عوف. ويستعين فريق العمل بطبيب مقيم داخل البلاتوه من أجل لفت انتباه الممثلين إلى قواعد العمل الطبي، علماً بأنّ كل ممثل يخضع أولاً لدورة تدريب طبية من أجل التعرّف إلى مبادئ ممارسة هذه المهنة.

من السبت إلى الأربعاء ـ 23:30 مساءً بتوقيت السعودية على تلفزيون «دبي»