بالاشتراك مع السفارة الدنماركية في لبنان، تستضيف صالة «متروبوليس أمبير صوفيل» هذا الأسبوع، «مهرجان السينما الدنماركية». ربّما كانت تسمية «مهرجان» مبالغة قليلاً، لنقل إنها فرصة أولى للاطلاع على أربعة أفلام من الإنتاجات الحديثة في بلد كارل درايير. أسماء جديدة ستعرض ضمن التظاهرة غير الأسماء التي اعتدناها في عالم المهرجانات مثل لارس فون تراير المثير للجدل ولوكاس موديسن الحائزين جوائر عالمية عدة.السينما في الدنمارك بدأت باكراً في أواخر القرن التاسع عشر، واستمرت في إنتاجها منذ ذلك الوقت، بدعم رئيسي من المعهد الدنماركي للسينما. هكذا، رأينا أفلاماً تناولت العديد من المواضيع الاجتماعية الواقعية والدينية والجنسية، وتيارات سينمائية عدة أبرزها «دوغما 95» الذي أثر على السينما العالمية ككل بقواعده التقنية الصارمة. في الفترة الأخيرة، عادت السينما الدنماركية إلى تناول مواضيع واقعية اجتماعية، وفي هذا السياق تندرج الأفلام التي ستعرض في التظاهرة.
على البرنامج، فيلم «فوق الشارع، تحت الماء» للمخرجة شارلوت سيلينغ (2009، 90 د ــــ 8/ 4، س: 8:30). نحن هنا أمام دراما تتناول قصة الزوجين آسك وآن اللذين يعيشان حياة هادئة وسعيدة. لكن فجأةً، يقرر آسك الانفصال عن آن، ما يدفعها إلى طرح العديد من الأسئلة، فضلاً عن الأثر الذي يتركه قرار آسك على المحيطين بهما وعواقب ذلك القرار. لنقل إن الفيلم يناقش قضايا تتعلّق بالعائلة الدنماركية الحديثة.
ويعرض أيضاً «قلوب موجوعة» لنيلس مالمروس (2009، 125 د ــــ 8/ 4، س: 6:00). تدور أحداث الفيلم في الستينيات، حول قصة حب بين مراهقين. ما يميز هذا الفيلم هو فترة تصويره التي استمرت ثلاث سنوات، ما سمح بتتبع نمو الممثلين على مر هذه السنوات، وانعكاس ذلك على طريقة أداء دوريهما.
أما فيلم «الهروب» (2009، 114 د ــــ 7/ 4، س: 9:30) الذي اقتبسته المخرجة كاثرين وينفيلد عن رواية لأولاف هيرغيل، فيرصد حياة صحافية دنماركية اختُطفت في أفغانستان وتطالب الجماعة التي اختطفتها بسحب الدنمارك قواتها من أفغانستان.
الفيلم الرابع والأخير في التظاهرة هو «الاختبار» (2010، 90 د ــــ 8/ 4، س: 10:15) للمخرجة لويز فريدبيرغ. دراما عن تجربة مثيرة للجدل قامت بها الحكومة الدنماركية في عام 1952. يومها، اختارت 16 طفلاً من غرينلاند قبل أن تتمتع بحكم ذاتي، ووضعتهم في دار للأطفال بعيداً عن عائلاتهم في نوع من الاختبار الهادف إلى جعلهم «مواطنين دنماركيين صالحين». التجربة وصفت بأنها نوع من الإبادة الثقافية، وقد أدت لاحقاً إلى مشاكل نفسية لدى المشاركين مع فقدان لغتهم وثقافتهم الأصلية.
باختصار، تستحقّ هذه الأفلام المشاهدة، وخصوصاً أنّها تقدّم نظرة مقرّبة إلى الطريق التي تتخذها السينما الحديثة في بلد جماعة الـ«دوغما»، في نقاشها لطبيعة المجتمع الدنماركي المعاصر والقضايا المثيرة للجدل.

«مهرجان السينما الدنماركية»: 7 و8 نيسان (أبريل) ــــ «متروبوليس أمبير صوفيل» (الأشرفية، بيروت).