قبل أشهر من سقوط نظام حسني مبارك، ضاق الخناق كثيراً على وسائل الإعلام، وخصوصاً الفضائيات. ولعل أبرز ضحايا هذا القمع كانت شبكة قنوات «أوربت» التي توقّف بثّها من مصر بعدما قيل إنها تأخّرت عن دفع مستحقاتها لـ«مدينة الإنتاج الإعلامي». يومها خرجت أخبار عدة تؤكّد أن السبب الحقيقي وراء إيقاف بث المحطة هو خوف النظام من البرامج النقدية التي تعرضها، وخصوصاً في «القاهرة اليوم» مع عمرو أديب (الصورة). اليوم عاد الحديث عن أزمة مالية خانقة تعاني منها الشبكة السعودية، ولكن هذه المرة في بيروت.

لم يتقاض الموظفون في العاصمة اللبنانية معاشاتهم منذ أكثر من خمسة أشهر.

وقد بدأ العاملون يعبّرون في السرّ والعلن عن استيائهم من تجاهل حقوقهم، حتى أن البعض منهم قدّم أخيراً استقالته. لكن يبدو أن هذا الخيار الأخير ليس متاحاً أمام الجميع، «كيف نقدّم استقالاتنا من دون تحصيل حقوقنا المادية؟ ماذا لو تركنا الشركة وتجاهلت الإدارة الأشهر الخمسة التي لم نقبضها بعد؟» يسأل أحد الموظفين. وما زاد من قلق العاملين تأكيد الإدارة أن الشبكة بالفعل تعاني من أزمة، ومع ذلك، «طلبوا منّا أن نعطي أفكاراً ومشاريع لبرامج جديدة ستطلقها قنوات «أوربت» قريباً، حتى أنهم طلبوا منا أن نؤمّن نحن الإعلانات لهذه البرامج». وترافق هذا الطلب بحسب أحد الموظفين مع تهديد مبطّن «من لا يتعاون معنا فسنتخلّى عنه خلال أسابيع ... والأسوأ أن أغلب المصارف لم تعد تعطينا قروضاً مالية، حتى المصرف الذي تتعاون معه الشبكة بدأ يرفض طلباتنا».
وأمام هذا الواقع، يتّجه قسم من العاملين في مكاتب بيروت إلى زيارة وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال بطرس حرب، وتقديم إخبار له، شارحين حقيقة الوضع داخل هذه المؤسسة، «لكن بعض الموظفين يرفضون هذه الخطوة، بسبب خوفهم من ردة فعل الإدارة». ويذكر أنّها ليست المرة الأولى التي تتأخّر فيها الشبكة عن دفع معاشات موظفيها، ولكن في كل مرة كانت الأمور تحلّ بطريقة ودية، فيحصل العاملون على تسليفات مالية، بانتظار قبض باقي رواتبهم.
ادإرة «أوربت» في بيروت من جهتها ،تنفي وجود أي أزمة مالية، «نحن فقط نعاني من مشاكل موجودة في كل وسائل الإعلام في العالم» يقول مدير الشبكة في لبنان مايكل خولي الذي تسلّم منصبه الجديد قبل أقل من تسعة أشهر. ولا ينفي هذا الأخير وجود تأخير في دفع المعاشات «لكن هذا لا يعني أننا لن ندفع المتأخرات المالية المتوجبة علينا، بل هي أمور روتينية تحصل في كل المؤسسات». أما عن الأخبار التي تتحدّث عن اتجاه لإقفال مكاتب بيروت، «فهي شائعات لا أساس لها من الصحة، بل على العكس نحن نعمل على إطلاق شبكة برامج جديدة في الأسابيع المقبلة».