قريباً تعود شدا عمر إلى الشاشة في برنامجها الجديد «حوار الأمم» من نيويورك، لتطوي بذلك نهائياً صفحتها مع «المؤسّسة اللبنانيّة للإرسال». بعد تبرئتها من تهمة القدح والذم أخيراً، تؤكّد الإعلامية اللبنانية أنّها تحتفظ بحقّها في رفع دعوى مضادة على lbc موضوعها «الافتراء وردّ الاعتبار». هكذا، بعد أكثر من عام من الانتظار، حرصت خلالها على عدم إثارة الموضوع إعلاميّاً، وصلت القصة إلى خواتيمها بصدور حكم محكمة المطبوعات لمصلحتها، وهو ما تراه حماية لحرية الرأي، «تجعلني أعتز بالقضاء اللبناني ومحكمة المطبوعات». وتعود عمر لتطالب مجدداً بقانون عصري، ينظّم عمل الصحافي في مؤسّسته، «ولتكن الأحكام القضائيّة التي صدرت وستصدر، بمثابة ركائز يستند إليها هذا القانون في المستقبل».
إذاً، لن يتأخر ظهور عمر على الشاشة، فقد تعاقدت مع قناة «أبو ظبي الأولى»، لتقديم برنامج «حوار الأمم»، الذي سيعرض مساء كل يوم أربعاء من نيويورك، ابتداءً من الشهر المقبل. وسيطل في كل حلقة ضيوف من أميركا وعواصم عربية ودولية، وتنفّذه شركة «نيو ميديا» التي أسّسها مروان المتني (زوجها). يتناول البرنامج الجديد «ما يطبخ في أروقة المؤسسة الدوليّة من قرارات وسياسات تطاول منطقتنا على أكثر من صعيد، كما أنه يواكب الزلازل التي ضربت وتضرب منطقتنا، منذ ثورتي تونس ومصر وتداعياتها». وتذكّر بأنّ تعاملها مع قناة «أبو ظبي الأولى» ليس جديداً، «شاركت كاستشاريّة في إطلاق نشرة «علوم الدار» عند إطلاق المحطة بحلّتها الجديدة قبل ثلاثة أعوام».
وكانت استقالة شدا عمر من «المؤسسة اللبنانية للإرسال» مباشرةً على الهواء قد أثارت ردود فعل مختلفة، أبرزها ما قاله مارسيل غانم من أنّ هذه الخطوة أضرّت بصورتها. وفي هذا الموضوع، تقول عمر إنّها سبق أن ردت على غانم، شارحةً التفاصيل الحقيقية لمغادرتها المحطة «قدمت كتاب استقالة في تشرين الأول (أكتوبر) 2009 وفق الأطر القانونيّة والإداريّة، بعد توقيف برنامج «أنت والحدث»... وبعد إلحاح الإدارة كي أستمرّ في تقديم «نهاركم سعيد» كمتعاقدة، رضخت وبقيت أقدّم البرنامج السياسي الصباحي أربعة أشهر من دون راتب أو بوادر اتفاق، حتى فوجئت بتقديم الإدارة صيغة تعاقد هجينة تخرق حريّة إبداء الرأي والحريّة الشخصيّة، ولا تمتّ إلى المهنة وأخلاقيّاتها بأيّ صلة». وتشرح عمر أنّه بعد هذا العرض، بعثت رسالة إلكترونية إلى مسؤولي المحطة، تبعتها استقالات متكررة «وبعد أيّام من الصمت المطبق من الإدارة، ودّعت المشاهدين في ١٣ شباط (فبراير) ٢٠١٠ بكل احتراف ومهنيّة».
وكيف ترى المحطة اليوم بعد أكثر من عام على استقالتها؟ تشير عمر إلى أن «إزالة المحطة عن الأقمار الصناعية في مكان سكني في أميركا، يمنعني من متابعتها، لكنني كنت أحرص على متابعتها أحياناً، وأجد أن برامجها تراوح بين الجيدة والرتيبة، لكن لسوء الحظ، فقدت الفضائية حضورها السياسي والحواري بعد توقف «الحدث» و«عيشوا معنا»، وفسخ العقد بينها وبين صحيفة «الحياة»، وقبلها إيقاف «أحمر بالخط العريض»، ولعل الأيّام المقبلة تكشف لنا الأسباب الحقيقيّة الكامنة وراء ذلك».
إذاً طوت شدا عمر صفحة من حياتها، وأمضت عاماً كاملاً بعيدةً عن أجواء العمل، وخطّطت جيّداً للعودة التي ستكون مباشرةً من نيويورك بعيداً عن أجواء البرامج السياسيّة الكلاسيكيّة، كما تقول.