لعلّ حياة الفنانات الأمّهات هي الأكثر تعبيراً عن التحدّيات الملقاة على عاتق الأم، وخصوصاً أنّ أولئك يعشن تحت ضغوط عملهن من جهة، ومسؤوليتهنّ بما هنّ أمهات من جهة أخرى. وفي عيد الأم (21 آذار/ مارس)، تتوجّه الأضواء إلى أولئك الفنانات اللواتي فشل بعضهنّ في امتحان الأمومة أو ربّما واجهن مشكلات كثيرة، وأخريات نجحن في التوفيق بين المهمّتين. وعلى الضفة المقابلة، نرى أخريات أخذهنّ الفنّ، فلم تتح لهنّ فرصة التمتّع بمشاعر الأمومة في حياتهن.
من مصر إلى سوريا ولبنان، التصقت صورة الأمّ بعدد كبير من النجمات، لعلّ أبرزهن أمينة رزق (1910 ــ 2003) التي أدّت هذا الدور في أكثر من فيلم ومسرحية. مع ذلك، بقيت الأمومة بعيدة عن «عذراء السينما المصرية» التي لم تنجب أولاداً طوال حياتها، على عكس زميلتَيها فاتن حمامة التي أنجبت طارق وناديا، ومريم فخر الدين التي كوّنت عائلة من ولدَين هما إيمان وأحمد، إلى جانب الراحلة زوزو نبيل (1920 ــ 1996) التي عاشت أمومتها مع ابنها الوحيد نبيل.
على جبهة المغنّيات، قد تكون أم كلثوم (1898 ــ 1975) من أشهر الفنانات اللواتي لم ينجبن، ومعها أيضاً منيرة المهدية (1885 ــ 1965). أما أسمهان (1917 ــ 1944) فكسرت القاعدة بعد زواجها بابن عمّها حسن الأطرش، وإنجابها ابنتها الوحيدة كاميليا.
هاجس الأمومة انتقل من نجمات الجيل الأول إلى الجيل الذي لحقه. وبدت فنانات السبعينيات مصرّات على بناء عائلة، وإنجاب الأولاد. من سعاد محمد، وفايزة أحمد، ونجاح سلام، ووردة، إلى صباح، ونجلاء فتحي.. تمكّنت أولئك من تأسيس عائلة، وإن انتهت التجربة بالفشل في معظم الأحيان. كذلك الأمر مع ميرفت أمين التي أنجبت ابنتها منّة الله من النجم حسين فهمي، وهو ما ينطبق على شهيرة زوجة محمود ياسين التي عاشت أمومتها مع ولدَين، وليلى علوي التي تبنّت ولداً بعد زواجها بمنصور الجمّال، وآثار الحكيم التي أصبحت أماً لثلاثة شبان... الأمر نفسه ينسحب على شيريهان التي ارتبطت برجل الأعمال الأردني علاء الخوجة وأنجبت منه ابنتين، وسميرة سعيد التي ولدت ابناً واحداً.
على الجبهة الأخرى، فشل قسم من نجمات الساحة المصرية والعربية في الإنجاب، أو بناء زواج ناجح، مثل سعاد حسني، وشادية، وسهير رمزي، ونبيلة عبيد، ويسرا، وإلهام شاهين، وميادة الحناوي، إذ فضّلت بعضهنّ حياتهن المهنية على تأسيس العائلة، وهو ما يراه بعضهم خياراً صائباً في ظلّ انحسار شهرة كثيرات نتيجة زواجهن وإنجابهن. وإن كان هذا الكلام قد برز بقوة على الساحة المصرية في السبعينيات والثمانينيات، فإن نجمات الجيل الحالي لهن رأي مختلف. هكذا تزوجّت كل من منى زكي، وغادة عبد الرازق، وغادة عادل، وياسمين عبد العزيز، ونور... ويعشن حالياً أمومة حقيقية، لم تعكّرها أضواء الشهرة والنجومية.
من جهة أخرى، مثّلت حياة المغنّيات، خصوصاً في السنوات الأخيرة، مادةً دسمةً تتناقلها وسائل الإعلام، ولا سيّما أن أكثر من فنانة أعلنت انفصالها عن شريكها بعد سنوات طويلة من الزواج. ولعل أبرزهنّ ماجدة الرومي التي انفصلت عن زوجها أنطوان دفوني بعد زواج أثمر ابنتَين. كذلك بالنسبة إلى أصالة التي تركت أيمن الذهبي لتعيش قصة حب وزواج مع طارق العريان، وها هي اليوم تنتظر توأمها، بعدما أنجبت ولدَين من الذهبي. وتكرر الأمر مع أنغام التي أنجبت طفلَين من زواجَين انتهيا بالطلاق، فيما شيرين أمّ لأبنتَين من زواجها الثاني. وقد تكون الحياة الشخصية لنوال الزغبي من أكثر المواضيع إثارةً للصحافة الفنية، خصوصاً بعد التصريحات النارية التي تبادلتها مع طليقها إيلي ديب، وبعد أغنية «فوق جروحي» التي طالبته فيها بإعطائها حق حضانة أولادها الثلاثة. أما ديانا حداد، فانفصلت عن سهيل العبدول من دون ضجة إعلامية، خوفاً من تأثير ذلك على ابنتَيها. وتبقى قصة هيفا وهبي وابنتها من زواجها الأول زينب لغزاً كبيراً لم يكشف عنه بعد، ولم يتضح شكل العلاقة بين الاثنتَين (راجع الكادر). أما لطيفة وإليسا، ونجوى كرم فيُحسبن من أشهر عازبات الساحة الفنية، عكس نانسي عجرم التي تنتظر ابنتها الثانية بعد ميلا، وهو ما يحصل أيضاً مع نادين الراسي، وسيرين عبد النور.
هذا عربياً. أما في الغرب، فتبدو علاقة النجمات ـــــ الأمهات مع أولادهن أكثر تعقيداً. تخرج إلى العلن غالباً المشاكل التي تسود علاقتهما، كما يحصل مع ليزا ماري بريسلي وأمّها بريسيلا. لكن الأمومة المتوتّرة ليست دوماً السائدة. بل نرى علاقات مبنية أولاً وأخيراً على العاطفة مثل كاترين دونوف وابنتها شيارا ماستروياني وابنها كريستيان فاديم. وقد تكون صورة الأم المثالية هي تلك التي التصقت بالأميرة الراحلة ديانا التي حرصت على الحفاظ على خصوصية أولادها رغم خلافاتها المتكررة والعلنية مع زوجها الأمير تشارلز.



يوم بكت هيفا

عاد أخيراً الحديث عن هيفا وهبي وابنتها زينب إلى الواجهة، خصوصاً بعدما تردّدت أخبار عن زواج الابنة الوحيدة لوهبي من دون أن تدعو النجمة اللبنانية إلى الزفاف. وقد تزامن ذلك مع إطلالة هيفا في إحدى الصحف المصرية لتقول إنّها لم تنجب يوماً أولاداً، ضاربةً عرض الحائط بكل المعلومات والصور التي جمعتها بابنتها في السنوات السابقة. ومن منّا لا يذكر كيف تأثرت صاحبة «بوس الواوا» عندما سألها طوني خليفة قبل سنوات عن علاقتها بابنتها، فطلبت قطع البثّ كي لا تظهر وهي تبكي على الهواء. من جهة أخرى، لم تتوقف شائعات الحمل عن ملاحقة وهبي منذ زواجها بأحمد أبو هشيمة، وهو ما نفته النجمة اللبنانية مراراً.