دخول قوات سعودية الى البحرين لدعم حكومة آل خليفة هو بلا شك تطور خطير ضد إرادة الشعب البحريني ومطالبه المشروعة. كما يعدّ تدخلاً سافراً في شأن محلي بحريني، واستمراراً للدور السعودي في دعم الديكتاتوريات العربية. يدرك أصحاب القرار السعودي أنّ التذرع بطلب الحماية من السلطات البحرينية، ليس له قيمة في الحسابات السياسية. ذريعة من هذه الشاكلة هي التي كلفت الاتحاد السوفياتي السابق آلاف القتلى، وانسحاباً مهيناً من أفغانستان. والذريعة ذاتها لجأ إليها النظام العراقي السابق خلال غزوه الكويت، وكلّفته انسحاباً أكثر إذلالاً من مثيله السوفياتي.
منذ أسابيع، والبحرينيون يقدّمون العشرات من الشهداء والجرحى في تظاهرات واعتصامات سلمية من أجل تحقيق مطالبهم المشروعة. وقد تمسك قادة المعارضة البحرينية منذ انطلاقة الثورة في السابع عشر من الشهر الماضي، بالبعد السلمي. ودخول قوات مسلحة من دول مجاورة لقمع ثورة سلمية يُعدّ ممارسة وحشية تتنافى مع قيم العالم الحديث، وتكاد تكون أقرب الى منطق البداوة والعصبيات القبلية البدائية. ربما أراد حكّام مجلس التعاون الخليجي أن يوجهوا رسالة تضامن الى الأسرة الحاكمة في البحرين، وحماية استباقيّة لعروشهم. إلا أنّ تلك الحملة القمعيّة لا تستطيع أن تغير شيئاً من معادلات الواقع. الشعب البحريني لم يتراجع إزاء وحشية الجيش البحريني حين ارتكب مجازر عدة، كان أشهرها مجزرة دوار اللؤلؤة في السابع عشر من شباط (فبراير) الماضي. ودخول بضعة آلاف من القوات السعودية والإماراتية لن يثني الشعب البحريني عن مواصلة ثورته ضد الاستبداد.
ليس مستبعداً أن تكون علامات النصر، التي رفعها جنود الاحتلال السعودي من على دباباتهم، تتضمن مدلولاً طائفياً مقيتاً. لكن الكرة الآن في ملعب المجتمع الدولي لاتخاذ قرار حاسم ضد تدخل أجنبي سافر. هل سيغمض الغرب عينيه عن الاحتلال السعودي للبحرين؟ أم أنّ النظام السعودي سيتعرض لضغط دولي يكون بمثابة رصاصة الرحمة على الدور الإقليمي للسعودية في المنطقة؟
(هولندا)