قبل ذهابها إلى الأونيسكو في فرنسا في الحادي عشر من كانون الأوّل (ديسمبر) المقبل، تعيد «فرقة بيروت للرقص»، بدءاً من اليوم، تقديم Borderline (حدود) للكوريغراف اللبنانية ندى كانو في «مسرح المدينة» (الحمرا ــ بيروت) لمدّة أربعة أيام فقط. وهو العرض الذي شاهده الجمهور للمرّة الأولى في أيّار (مايو) 2014.
إنّه رقص معاصر على وقع رحلة تطول. إلياذة الإنسان التي تضيع في بابل أجساد الراقصين والراقصات. بين تطلعات النفس والروح وأهواء الجسد، يصل المرء إلى الحد الفاصل أو حافة الهاوية.
تقول كانو إنّ غرضها ينقسم إلى شقّين. يتوجه الأوّل إلى الفرد الذي يحسب نفسه إلهاً غير معني بما يحيطه، إلى أن تأتيه المشاكل اليومية أو «الأرضية». حين يكتشف ما مُني به، يلجأ الفرد إلى الصلاة، ويصبح أسيراً لصورة الجنة، والصلاة لأجل الجنة. الجميع يرى الجنة على أنّها شيء رائع الجمال مع طبيعة خلابة وخضار وأنهر. ربّما تكون الجنة شبيهة بما نعيشه الآن.
هنا، تبدأ القيم بالتصدّع، فننتقل إلى القسم الثاني من العرض الذي يشمل المجموعة. حين يتحوّل العالم إلى غابة ويصل الممثلون إلى حافة الجنون.
بحسب كانو، لن يتوصّل الراقصون إلى كسر تلك الصورة النمطية عن الجنّة، إنّما سيتحطمون وهم يسعون إلى ملاذ أو مسرب خلاص.
في البدء، نرى تلك الشخصيات منسجمة مع نفسها وثابتة، لكن سرعان ما تضيع في التخابط، إلى أن تهوي نهائياً في صراعٍ داخلي.
بهدف ترجمة تلك الهوّة التي يقع فيها الفرد الذي كان يعتقد نفسه إلهاً، لجأت كانو في بداية العرض إلى جعل راقصيها يقفون على عامود كبير، فبدا كلّ منهم وكأنّه ماردٌ ينظر إلى الأرض من فوق. سرعان ما تتبدل الأشياء بحيث يتحوّل العامود الذي يقفون عليه ويصغر إلى أن يذوبوا فيه، ونراهم يُؤسَرون في داخله غير قادرين على النجاة.
هذا هو تفسير كانو لـ Borderline. غير أنّها تقول إنّ رؤيتها خاصة جداً، وقد يرى كل مشاهد العرض بشكل مختلف مستحضراً من خياله قصة مختلفة وتأويلاً آخر.
يضم العرض خمسة راقصين، هم: شادي عون، وبادي عيد، ومايا نصر، ويارا نصّار، وسيندي جرماني. تمرّس هؤلاء على أصول الرقص مع مؤسسة «فرقة بيروت للرقص» ومديرتها الفنية، ندى كانو، وقد تمرنوا لمدة ثمانية أشهر على تأدية هذا العرض.
تجربة كانو في الرقص بدأت من لبنان، واستمر تدريبها الكلاسيكي في فرنسا حيث درست في «مركز ماريه للرقص»، والتحقت بالعديد من الدورات في أوروبا والولايات المتحدة. أما تأسيس «فرقة بيروت للرقص»، فيعود إلى عام 1994، حين درّبت كانو ثمانية راقصين تملّكهم الحماس لدخول عالم الرقص المحترف. في رصيدها عدد كبير من العروض، بينها un.re(a)lating، و«أليس في بلاد العجائب»، وغيرهما.


Borderline (حدود): من اليوم حتى 29 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي ــ الساعة الثامنة والنصف مساءً ــ «مسرح المدينة» (الحمرا ــ بيروت). للاستعلام: 01/753010