«الله أيضاً لبناني» قال رئيس «حزب الكتائب» أمين الجميّل في الذكرى الأولى لاغتيال رفيق الحريري في 14 شباط (فبراير) 2006. يومها رأى رئيس الجمهورية اللبنانية الأسبق أنّ الطبيعة انحازت لفريقه السياسي فسطعت الشمس يوم المهرجان بعد أيام متواصلة من المطر. أمس أيضاً أشرقت الشمس بعد عاصفة استمرّت أياماً، إلّا أن الطبيعة لم تتواطأ تماماً مع تحرّك الآذاريين، أقلّه على المستوى العالمي. إذ إنّ «الطقس» السياسي المشتعل في العالم العربي سحب البساط من تحت أقدام «ثورة الأرز» على القنوات العربية، بينما شُغلت الشاشات الغربية بجنون الطبيعة في اليابان. هكذا، تقزّم خبر اليوم اللبناني الحاشد على القنوات الإخبارية العربية، واضمحلّ تماماً على شاشات الإعلام الغربي. وعلى عكس العادة، لم تخصّص «العربية» أكثر من بضع دقائق للمهرجان، فتناولته في تقرير مصوَّر ضمن نشراتها الإخبارية، تخلّلته مقتطفات من خطاب سعد الحريري، لتعود وتفرد له مساحة أكبر بعد الظهر من خلال رصد ردود الفعل في الشارع اللبناني مع مراسلة المحطة في بيروت عليا إبراهيم، علماً بأنّ الفضائية السعودية عوّدت جمهورها فتح الهواء طويلاً لنقل وقائع الاحتفالات بذكرى 14 آذار خلال السنوات الماضية. أما «الجزيرة» فخصّصت أيضاً مساحة قليلة للخبر اللبناني، لتعوّض في نشرة «منتصف اليوم» بخبر أطول وتقرير مصوّر. وتضمّنت التغطية نقل مقتطفات من خطاب الحريري وصوراً من الاحتفال إلى جانب مداخلة عبر الهاتف من مراسلة القناة في بيروت سلام خضر.
أما على الجبهة الغربية، فكان «مهرجان 14 آذار المليوني» شبه غائب عن القنوات الأجنبية خصوصاً «سي أن أن»، و«وأورونيوز»، إذ بدت المحطّات مشغولة بمتابعة المأساة اليابانية التي خلّفها الزلزال والتسونامي. ورغم أن المواقع الإلكترونية لتلك القنوات تمثّل منفذاً لإدراج ما تضيق المساحة الإخبارية على الشاشات بنقله أحياناً، لم يُرصَد للاحتفال الآذاري أي أثر على تلك الصفحات أيضاً. وقد انحصر اهتمام مواقع «سي أن أن»، و«بي بي سي»، و«فوكس نيوز»، و«أورونيوز» ـــــ وإن بنسب متفاوتة ـــــ بأخبار زلزال اليابان، وثورات ليبيا، واليمن، والبحرين وأخبار الأراضي المحتلة، والعراق وباكستان، من دون أن تعرّج، ولو بخبر مقتضب، على بلاد الأرز «الملتهبة» ثورةً في هذا اليوم.



striptease في الساحة!

لم يكد سعد الحريري ينهي كلمته، حتى امتلأت المواقع الإلكترونية، خصوصاً «فايسبوك» بصور وفيديوهات تسخر من خلعه لربطة عنقه وسترته في الساحة. هكذا وصف البعض ما فعله بالـ«ستريبتيز» (التعرّي)، مرفقاً ذلك بصورة له وهو يخلع ملابسه، مكتوب عليها عبارة «آه يا شيخ سعد». وحذّر عدد من أعضاء الموقع الأهالي من السماح لأولادهم بحضور مهرجانات «14 آذار»، لأنها «تحتوي على مشاهد قد لا تناسب من هم دون الثامنة عشرة». كذلك كتب البعض على صفحاتهم «خبر عاجل: ازدياد نسبة النساء المنضمّات إلى «تيار المستقبل» بعد العرض المغري الذي قدّمه الحريري».