«نشاز» هو اسم فرقة لبنانيّة شابّة، تعتمد الروك/ بلوز وبعض الأنماط القريبة. يمكن تحميل اسمها معاني عدّة، أوّلها، المعنى المباشر للعبارة الذي يدلّ على عدم ادّعاء الفرقة المشروع الفنيّ المحاط تقنياً من كل جوانبه الموسيقية. المعنى الثاني، ربما المقصود منه الردّ على النشاز الذي تمارسه الدولة والمجتمع بالسلاح ذاته. ثالثاً، الخروج عن القاعدة (الاجتماعيّة، السياسيّة، الأكاديميّة...) ما دام الخضوع لها لا يناسب التطلّعات.تأسست الفرقة عام 2009، وقدّمت حفلتيْن منذ أكثر من سنة. في كل مرّة، كانت تفرض الظروف مغادرة موسيقيين وانضمام آخرين إلى العنصر الثابت في الفرقة ومؤسسها، فراس، الذي يتولّى كتابة معظم أغاني الفرقة وموسيقاها. وهذا ما يتكرّر أيضاً في حفلتها المرتقبة مساء الأحد المقبل في نادي Mojo البيروتي.
لا تعوِّل الفرقة على استعادة الكلاسيكيّات، بل تجهد لصنع أغنيتها، وبات ريبورتوارها يضمّ نحو عشرين أغنية، كلها باللهجة اللبنانية. لناحية النص، لا تخرج عمّا يمكن أن توحي به التراكمات (أو «التكدّسات»، كما يصرّ فراس على تسميتها) السياسيّة، والعاطفيّة، والاجتماعيّة وحتى الأكاديمية الجامعية، وما قد تولّده سلباً: من إحباط ويأس أو سخرية وتهكّم، وإيجاباً: من وعي وخبرة. كذلك تعتمد الواقعية والشاعرية، والعبارات البسيطة التي يشوبها أحياناً بعض التسرُّع.
تقول إحدى الأغنيات «إذا بدَّك بيت/ ما عندي بيت/ إذا بدَّك فَيّ/ تنروق شويّ/ ما في ضمان/ بس في أمان...». وتقول أخرى «صار لازم تفهَم / إنو عم تحلم/ وُجودك مبهَم/ فتّش بالمعجم/ صار لازم تفهَم/ إنو ما في وقت/ والفوق وتحت/ بيخْلص عالسّكت...». قد تلخّص هذه المعاني جزءاً من هواجس الفرقة، لكنها تطال الوضع الذي يقف عنده معظم الشباب في مرحلة الانتقال إلى بناء المستقبل.
تضمّ «نشاز» إلى فراس (غيتار كهربائي وغناء)، علي (غيتار)، وميريم (غناء ومشاركة في كتابة النصوص ــــ الصورة)، ومحمود (باص) ورامي (درامز). وحتى الآن، لا يمكن التعرُّف إلى أعمالها إلا من خلال الحفلات. لكن الفرقة تعتزم تسجيل حفلة Mojo ورفع مقتطفات منها إلى الشبكة العنكبوتية، قبل أن تقْدِم لاحقاً على خطوة أكثر جدية ومهنية، وهي إصدار ألبومها الأول الذي يصطدم مجرّد فكرة تسجيله بالهاجس المادّي.


أمسية «نشاز»: 9:30 مساء الأحد ١٣ آذار (مارس) ــــ نادي «موجو» (الحمرا/ بيروت). للاستعلام: 03/443033