باريس | لم يتنكّر الكونت بودربالة لأصوله الجزائرية. يواصل السّخرية من الحياة اليومية في فرنسا، ومن نفسه أيضاً. تلقى عروضه صدى واسعاً بين أوساط المهاجرين، لكنّه يكتفي في تفسير الشعبية التي يحظى بها بالقول: «إنها المصادفة». ولا بد اليوم من الاعتراف بأن أعمال هذا الكوميدي تسهم إلى حدّ بعيد في تغيير الصورة النمطية السائدة عن المهاجرين في فرنسا. يتواصل عرض الكونت بودربالة في «مسرح الجيمناز» الباريسي حتى حزيران (يونيو) المقبل. عرضه كناية عن «ستاند آب كوميدي» يعود من خلاله إلى سنوات الطفولة في ضاحية «سان دونيه» ذات الغالبية المغاربية. هنا، يقدّم بعض مظاهر الخيبة من الحياة في فرنسا لكن ضمن قالب هزلي.على خلاف الكوميديين المغاربة أمثال الجزائريين محمد فلاق أو عبد القادر سيكتور، يستخدم سامي أمزيان (اسمه الحقيقي ــــ مواليد 1979) الفرنسية في كلّ عروضه من دون المزاوجة بينها وبين اللهجات العربية المحلية. وهو لا يكف عن تمرير رسائل تحث على التمرد، وتدعو إلى احترام الحق في الاختلاف. نراه يعلّق على مفهوم «الاندماج» وفق منظور الأحزاب اليمينية: «ما معنى الاندماج؟ أن أخضع لقوانين الآخر كي يرضى عنّي؟ كلا! أرفض هذا المنطق». وحدها المصادفة، قادت أمزيان إلى خشبة المسرح. انخرط في تجربة احترافية في كرة السلة قادته إلى الولايات المتحدة. بعدها، فاز ببطولة العرب في صفوف المنتخب الجزائري في جدة عام 2005... قبل أن يتعرض لإصابة في الكتف ويضطر للعودة إلى الضاحية الباريسية، حيث التقى نجم موسيقى السلام الفرنسيGrand Corps Malade الذي رافقه في بداياته. يقول: «كنت مع بعض مغنّي الـ Slam وفكرت معهم في اسم فني. وقع الاختيار على الكونت بودربالة لأنه اسم يجمع بين الأرستقراطية والطبقة الكادحة». كلمة «بودربالة» تعني في العامية الجزائرية، الرجل ذا الملابس الرثة. وتوظّف للإشارة إلى شخص فقير». ويضيف: «اسمي أمزيان. يعني الطفل الصغير بالأمازيغية، لكنّني أحاول ــــ عبر خيار الفن ـــ أن أصير كبيراً»، يعلق الكوميدي الذي التحق في أيلول (سبتمبر) الماضي بإذاعة France Inter حيث يقدّم كل اثنين وخميس حلقة ساخرة، يعلّق فيها على آخر التطورات السياسية في العالم.

حتى 11 حزيران (يونيو) المقبل ـــ مسرح Gymnase، باريس
www.theatredugymnase.com
www.lecomtedebouderbala.com