لم ييأس تلفزيون «أخبار المستقبل» من لعبة التحريض. هذه المرة، بدت حملاته الإعلانية الداعية إلى المشاركة الكثيفة في «مهرجان 13 آذار» أكثر وضوحاً من كل الكليبات التي عرضها في السنوات السابقة: تصويب واضح على «حزب الله»، وتحريض على مناصريه وسلاحه.هكذا شاهدنا في الأيام القليلة الماضية مجموعة أشرطة ترويجية أعدّتها المحطة بهدف شحذ همة جمهورها للنزول إلى ساحة الشهداء يوم الأحد المقبل: من صورة مناصر لـ«حزب الله» وهو يرمى العلم اللبناني ليرفع مكانه العلم الأصفر، وصولاً إلى صورة العائلة البيروتية المختبئة خلف أحد الجدران خوفاً من الرصاص «الذي استهدف المدنيين العزّل» في أحداث 7 أيار (مايو) 2008...
لكن لحظة، يبدو أن القناة التي برعت في المراحل السياسية الماضية، في ابتكار الحملات الإعلانية المخوّنة تارة، والمحرّضة طوراً، سقطت هذه المرة في فخّ لم تتوقّعه حتماً. إذ كشفت قناة «المنار» في نشرتها الإخبارية مساء الأحد الماضي أنّ الكليب الذي صوّر العائلة المختبئة من رصاص «حزب الله»، كانت في الحقيقة تهرب من قناصة «تيار المستقبل» في منطقة رأس النبع (بيروت)! كما أن أفراد العائلة هم من أنصار الحزب، ولا يمتّون لـ«المستقبل» بأي علاقة. إذاً ذهبت مراسلة «المنار» منى طحيني إلى العائلة وقابلت أفرادها: علي ديب (6 سنوات)، ووالدته عبير حريري، وجدّه علي حريري. «الصورة لا تمتّ للحقيقة بصلة» تقول عبير التي لم تتردّد في التعبير عن غضبها من استخدام صورة عائلتها للتحريض ضد «حزب الله». أما والدها علي حريري فكان أكثر وضوحاً في حديثه، شارحاً تفاصيل الصورة ـــــ الحدث: «كنت أحاول تهريب ابنتي وحفيدي من هنا، فالتقطوا الصورة وصنعوا حولها قصة طويلة». يشير الرجل بيده إلى المبنى الذي كان قناصة «تيار المستقبل» يطلقون منه الرصاص. ثم ينتهي التقرير والطفل علي ديب يصف الأشخاص الذين كانوا يطلقون النار بـ«البِشعين (قبيحين)».
لكن يبدو أن كشف هذه الحقيقة لم يمنع «أخبار المستقبل» من استكمال عرضه يومياً على شاشتها. وقد رفض المسؤولون في القناة التعليق على الأمر، مؤكدين أن لا صلاحية لهم بذلك. من جهتها، تقول منى طحيني لـ«الأخبار» إن الهدف من تقريرها كان تصويب الحقيقة، لا التحريض ضدّ أي طرف، «لقد اتصل بنا شخص، وأخبرنا بأن العائلة التي ظهرت في شريط «المستقبل» متضايقة مما يعرض، فذهبنا إليها وقابلنا أفرادها». وتضيف إنه لا خلفيات سياسية لما عرض على الشاشة، وإنه لا يأتي في إطار الصراع اللبناني الداخلي، ولا سيّما بين «المستقبل»، و«حزب الله»: «بل العائلة نفسها هي التي رفضت أن تشوّه صورة المقاومة من خلالها».
أيام قليلة تفصلنا عن «مهرجان 13 آذار» الذي يرفع الداعون إليه شعار «الشعب يريد إسقاط السلاح». شعار يقوم أولاً وأخيراً على «أبلسة» الآخر، وتصويره بمظهر الخارج عن القانون، وعن منطق الدولة. كيف لا، وهو يصوّب رصاصه على أهالي بيروت العزّل؟ لكن عذراً «أخبار المستقبل»، أدوات التحريض كانت هذه المرة مغشوشة و... مشوّهة.
2 تعليق
التعليقات
-
ههههههههههههههههههههههههههههه هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه انقلب السحر على الساحر و انقلب شعارهم من ’’ السلاح ما بيدوم ’’ الى ’’ الكذب ما بيدوم ’’ و ’’ النفاق ما بيدوم ’’ و ’’ الخداع ما بيدوم ’’ ههههههههههه هههههههههههههههههه
-
مش بس هيك , الكذابين ( ايهمش بس هيك , الكذابين ( ايه الكذابين ) عرضو اول مبارح لائحة تتضمن حوادث ادعو ان حزب الله استخدم سلاحه فيها و لكن الشخص المتابع لتلك الاحداث يكتشف بسهولة ان لا علاقة لحزب الله بالاحداث المذكورة لا من قريب و لا من بعيد ! يعني مثلا ادعو : اعتداء حزب الله على منزل رفيق الحريري المهجور في الجنوب ( تبين وقتها ان اثنين من السارقين دخلا المنزل للسرقة و هما الان مسجونان في السجن ) !! قالو ان سلاح الحزب قتل العسكريين الاربعة في بعلبك ( من قتلهم هم من عشيرة ال جعفر بسبب خلافات ثارية مع الجيش ) !! ادعو استعمال الحزب لسلاحه في احداث مار مخايل ( القتلى ال 8 في تلك المجزرة كانو من انصار المقاومة و قد قتلو برصاص حلفاء المستقبل ) !! ادعو ان حزب الله قتل الزيادين (التحقيقات اثبتت انهما قتلا نتيجة خلاف ثاري بسبب مقتل شخص من عشيرة ال شمص ) !!! الخ ........