ساريت حداد (1978) أوّل مغنّية إسرائيلية تحصل على لحن لبناني! لعل هذا أول الغيث الذي أعلنته «الأخبار» منذ أشهر في سياق الشراكة الجديدة بين «روتانا» و«نيوز كورب» (راجع عدد 2 تشرين الأول/ أكتوبر 2010).يومها، أعرب الملحّن بلال الزين عن استيائه ممّا يسمّى «عقود التفرّغ» التي تفرضها «روتانا» على الفنانين الذين تتعامل معهم، مستغرباً شروط هذه العقود وبنودها، ومنها تنازل الملحن عن عمله طيلة حياته، وخمسين سنة بعد وفاته! وأضاف إنه بناءً على هذه العقود، يحقّ للشركة «استعمال هذه الألحان وإعطاءها لمطربين آخرين، أو قد تستعملها «روتانا» لاحقاً في إعلانات، ولا يحق للملحن الاعتراض ولا المطالبة بأي مقابل». لكنّ الأخطر هو مصير الألحان بعد هذه الشراكة بين «روتانا» و«نيوز كورب». إذ نبّه الزين قائلاً «أرفض التنازل عن ملكية أغنياتي، وخصوصاً بعد الشراكة مع «نيوز كورب»، وجميعنا يعرف علاقة هذه الشركة بإسرائيل. ببساطة، يمكن الإسرائيليين أن يمتلكوا بذلك الفن العربي. فما الذي يضمن مثلاً ألا تتحوّل أغنياتي إلى ألحان بأصوات مطربين إسرائيليين أو تستعمل في إعلانات لمنتجات إسرائيلية؟».
وهذا بالضبط ما حصل اليوم. في وقت رفض فيه عدد من الموزعين والشعراء والملحنين اللبنانيين عقود التفرغ الكامل الذي يجعلهم يتخلّون عن حقوقهم لمصلحة الشركة السعودية، وقّع بعضهم الآخر على العقد من دون معرفة بنوده ربما. وإليسا خير مثال على ذلك: قبل عام واحد، قدّمت أغنيتها «عا بالي حبيبي» التي حظيت بنجاح مقبول. واليوم، ذهبت الأغنية إلى الإسرائيلية ساريت حداد التي ترجمتها وأدّتها وانتشر الفيديو على المواقع الإلكترونية والمنتديات، علماً بأنّ أصحاب الأغنية، أي إليسا، والملحن اللبناني سليم سلامة وربما الشاعر فارس إسكندر، وحتى الموزع وقّعوا أيضاً على عقد التفرّغ الكامل الذي يمنح «روتانا» حقّ استعمال هذه الألحان وإعطاءها لمطربين آخرين. ويبدو أنّ «روتانا» لا تمانع أن تتحوّل الأغنيات إلى ألحان بأصوات مطربين إسرائيليين أو تستعمل في إعلانات لمنتجات إسرائيلية؟!
منتديات النجمة إليسا لم تتوقّف كثيراً عند هذه الفضيحة. بينما ساد الصمت صفحتها الرسمية على «فايسبوك»، ولم تذكر أي شيء عن القضية في انتظار ربما أن تهدأ العاصفة. إلا أنّ صفحة «إليسا كافيه» شنّت حملةً على ساريت حداد وعلى الإسرائيليين الذين «اعتادوا سرقة الفن العربي». على أي حال، يبدو أنّ «روتانا» لا يهمّها هذا الأمر كثيراً!