أمس، تركت «ليزا» بائعة الورد جبلها ونزلت إلى بيروت بهدف التعليم، معيدةً إلى اللبنانيين الذين عرفوها في السبعينيات والثمانينيات ذكريات من زمن وفنّ جميلين، ومانحة فرصة اللقاء لمَن لم يتمكنوا من معرفتها عن قرب سابقاً. «بنت الجبل» لعام 2015 ليست سلوى القطريب، بل ابنتها ألين لحّود التي تعتبر هذه المسرحية الغنائية المفضّلة لديها بين أعمال والدتها.
مسرحية لبننها روميو لحود عام 1977، بعدما اقتبسها عن نصّ شهير لجورج برنارد شو بعنوان Pygmalion، وسرعان ما وجدت طريقها إلى قلوب الجماهير. مَن منّا لا يعرف أغنية «شوفي خلف البحر» ولا يردّد «قالولي العيد بعيوني»؟ هاتان الأغنيتان وغيرهما سنسمعهما اليوم بصوت ألين التي يشاركها البطولة بديع أبو شقرا في دور أستاذ الأبجدية «هنري أديب»، الذي سبق أن أدّاه القدير أنطوان كرباج. إلى جانب التمثيل، سنرى أبو شقرا مغنياً أيضاً، إذ سيؤدي مع ألين الدويتو المعروف «يا أستاذ الأبجدية». إذاً، بعد غياب سنوات، يعود روميو لحود (1930) إلى المسرح الغنائي بنسخة حديثة من رائعته «بنت الجبل»، لكن من دون تغييرات جوهرية. فقد اقتصرت التعديلات على بعض العبارات وإضافة شخصيتين ثانويتين. «أردت العودة إلى المسرح، لكن لم أكن متأكداً ممّا إذا كان ذلك سيحدث من خلال عمل جديد أو عبر استرجاع مسرحية قديمة»، يقول لحود لـ«الأخبار»، موضحاً: «أجريت استفتاءً بين الناس، وتبيّن أن 72 في المئة منهم يريدون مشاهدة «بنت الجبل» مجدداً». هكذا، حسم الفنان الذي رفع راية المسرح الاستعراضي منذ الستينيات أمره، لكن التنفيذ استغرق وقتاً طويلاً. أهم العوامل التي حالت دون التنفيذ السريع هو إنجاز مسرح Théâtre des Arts. مسرح يبدو أنّ لحود عازم على العمل على خشبته للسنوات الثلاث المقبلة، فهو «من بين الأكبر في لبنان والأكمل» يقول. يعلّق لحود آمالاً كبيرة على «بنت الجبل 2015»، لا سيّما لجهة الأسماء التي اختارها لأداء الشخصيات، على رأسها بديع أبو شقرا، وغابريال يمين. جميع الممثلين المشاركين في العمل جدد، باستثناء ماغي بدوي. الأخيرة وقفت على المسرح عام 1988 ولعبت الشخصية نفسها، أي «مدام أديب»، والدة الأستاذ هنري. ومن المشاركين عصام مرعب، ولودي قزي، وماريلين حكيم...
حماسة ألين لحود لتأدية دور والدتها واضحة، ممزوجة بقلق كبير، على اعتبار أنّ «ليزا» انطبعت في ذاكرة الناس من خلال والدتها، و«هذه المسؤولية كبيرة»، مروراً بإمكانية فصل الجانب العاطفي عن المهني، خصوصاً أنّ «بنت الجبل» (تصميم الملابس بابو لحود) «تعني لي كثيراً على الصعيد الشخصي»، وصولاً إلى ضرورة تقديم الشخصية بطريقة جديدة تختلف عن تلك التي ظهرت فيها سلوى في السابق. وفي هذا السياق، تؤكد لـ«الأخبار» أنّه «لا بدّ أن أخلق خطاً خاصاً بي، لا سيّما أنّ الشخصية مركّبة ومختلفة عن كل ما قدّمته لجهة التمثيل والغناء».

اختار روميو لحود اعادة
تقديمها نزولاً عند طلب الناس


انضمام بديع أبو شقرا إلى العمل لم يأت من فراغ. صحيح أنّه راسخ في ذاكرته ويحبّه كثيراً، غير أنّ من المهم بالنسبة إليه أيضاً هو العمل مع شخص يمتلك خبرة ومكانة روميو لحود في عالم المسرح الغنائي: «إنّه من روّاد هذا النوع من المسرح في العصر الذهبي للفن اللبناني. العمل هو Musical بكل ما للكلمة من معنى، ولا أملك في مسيرتي تجارب كبيرة في هذا المجال». التجربة بالنسبة إلى غابريال يمين لها نكهة خاصة، «لأنّني كبرت على أغنياتها ولم تسبق لي مشاهدتها مباشرةً أو مسجّلة، كما أنّ لسلوى القطريب مكانة كبيرة في قلبي». هنا، يطلّ علينا الممثل اللبناني بشخصية «خليل» والد «ليزا»، وعرفها الناس سابقاً عبر الراحل فيليب عقيقي. وعن العمل مع روميو لحود، يرى يمين أنّ أهم ما فيه أنّه «يرسم لنا الخطوط العريضة ويتركنا على حريّتنا، وهذا أسلوب مريح ومهم جداً للممثل».

«بنت الجبل» على خشبة «مسرح الفنون» في «سنتر نايف وماري» (أوتوستراد جونية ــ شمال بيروت). للاستعلام: 71/738787