كل حلم يمكن أن يتحقّق... هذا ما أحسّ به الجمهور الهولندي وهو يتابع عرض فيلم «حاوي» للمصري إبراهيم البطوط، في الدورة الأربعين من «مهرجان روتردام السينمائي الدولي»، الذي يستمرّ حتى 6 شباط (فبراير) المقبل. بدا الفيلم كأنّه آت لتوّه من أتون القيامة الشعبية المصرية، وإذا بيوميات الثورة تهيمن على النقاش الذي تلى عرضه. أكّد البطوط أنّ السينما المستقلة تراهن على المستقبل، بسبب هيمنة السينما التجارية على الساحة المصرية اليوم.

بالنسبة إليه، سيكون تاريخ 25 كانون الثاني (يناير) الماضي «نقطة تحوّل، وانطلاقةً جديدة للثقافة والفنون في مصر». لقد شاهد الجمهور الهولندي ولا يزال أحداث مصر عبر شاشات الفضائيات والقنوات الإخبارية. في هذه المساحة لا يمكن السينما أن تنافس الفضائيات، لكنّ فيلم «حاوي» يقدّم إضافةً أساسية: إنّه يقترح، وإن برمزية فنية، الخلفية المغيّبة للأحداث. فبين القمع السياسي والإذلال اليومي للمواطنين، تأخذ جميع شخوص الفيلم أدوارها، وعلى رأسها سلطة تتقن فن تصفية خصومها... لكنّ الحياة تنحاز لمصلحة الإنسان في النهاية. هذا ما يقوله الفيلم حتّى مع مقتل بطله يوسف في حادثة سير تدبّرها له السلطة. الحياة تنحاز مرةً أخرى إلى المواطنين، هذا ما تقوله مصر اليوم عبر شاشات الفضائيات. أمّا الفيلم، فقد انتصر لأنّه أثبت أنّ كلّ حلم، مهما كان كبيراً، يمكن أن يتحقّق.