القاهرة| «الوحش يطلق صرخته الوداعيّة». هذه العبارة تلخص اقتناع العديد من المثقفين المصريين، بعد إجراءات العنف الأخيرة التي يرتكبها نظام الديكتاتور حسني مبارك. أبرز كتّاب مصر ومبدعيها ومثقفيها نزلوا إلى الشارع. علاء الأسواني، وبهاء طاهر، وإبراهيم عبد المجيد يتصدّرون التظاهرات كلّ يوم، جنباً إلى جنب مع الشباب الثائر. هنا بعض أخبار الجبهة، رغم صعوبة التواصل بسبب الظروف القمعيّة، إلى قرّائهم وزملائهم وأحبابهم خارج مصر.
الروائي بهاء طاهر ينزل كلّ يوم إلى ميدان التحرير. رغم مرضه، بقي حريصاً على مشاركة المتظاهرين فرحتهم. وفي اتصال له مع «الأخبار» قال طاهر: «تعال شوف ستات الزمالك كيف خرجو أمس إلى الشوارع تينظفوها». وأضاف صاحب «حب في المنفى»: «الشعب المصري تغيّر في خمسة أيام». ولفت طاهر إلى أنّه كان من بين الذين اتهموا الشباب المصري سابقاً بالسلبية، «وإذا بهم الآن يضربون أمام العالم أجمع أروع مثل. لن تسمع بحادث تحرش واحد رغم هذه الأعداد الكبيرة. لن تجد شعاراً طائفياً واحداً مرفوعاً. الشباب ينظمون المرور بأنفسهم، ويحمون ممتلكاتهم الخاصة والعامة». في الخلاصة، يقول طاهر: «إنها أعظم أيام عشتها في حياتي. أنحني أمام هؤلاء الشباب احتراماً وتقديراً. لقد حاول جيلنا التغيير، لكنه لم ينجح. وأتمنى لهذا الجيل النجاح، وأتمنى أن تستمر هذه الروح فيه إلى الأبد». الروائي علاء الديب، من جهته، يتابع أخبار التظاهرات أوّل بأوّل. رغم أنّ مرضه الشديد منعه من النزول إلى الشارع، هو واثق بأن الشعب يستطيع كشف التضليل والشائعات، ومواجهة القوى المضادة للثورة، وخصوصاً مع الأخبار التي تروّج لوجود أعمال بلطجة وتصرفات همجية. الشباب من وهجة نظره «يرون هدفهم بوضوح، ألا وهو إسقاط النظام الحاكم، ولا بد من الاستمرار نحو هذا الهدف».
الروائي محمد البساطي قال لـ«الأخبار» مبتهجاً: «المسألة طالت أكثر مما يجب، والفساد تفشّى أكثر مما يُتصوّر، وصبر الشعب المصري طال أكثر مما يجب. نحن شعب صبور نتحمل كثيراً، لكن في النهاية ننفجر... لا بد أن يحدث تغيير. من المحال أن تستمر الأمور أكثر من ذلك». ويرى صاحب «جوع» أنّ النظام «يرقص رقصته الأخيرة»، وأنّه «يحاول التلاعب بالجماهير وأخذها بعيداً عن الهدف المطلوب. لكنّ الجماهير لن تنخدع، وسيسقط النظام خلال أيام».
في المقابل، استغرب الكثير من المثقفين المصريين موقف الناقد المصري جابر عصفور، وموافقته على تولّي حقيبة وزارة الثقافة في الحكومة التي عيّنها حسني مبارك أمس. ورأى كثيرون أنّ هذه خطوة لا تليق بذكاء جابر عصفور ولا بمسيرته، فقد خسر جزءاً كبيراً من رصيده الثقافي وأساء إلى تاريخه الشخصي.