واصل المثقفون العراقيون هذا العام طرح المبادرات، ونال أكثر من اسم جوائز عدة، لكنّ البلاد خسرت الكثير من مبدعيها الروّاد. قائمةُ الذين رحلوا طويلةً، إذ خسر العراق الشاعر الرائد خالد الشواف، والتشكيلي أحمد النعمان، والشاعر الأب يوسف سعيد (من جماعة «كركوك» الأدبيّة)، والفنان الرائد محمود صبري، والموسيقار الرائد غانم حداد، والفنان خزعل مهدي، والشاعر الشعبي كاظم اسماعيل الكاطع، والمخرج المعروف عبد الهادي مبارك والكاتب صباح الرشيد، والفنان الرائد سامي حقي.
القائمة شملت أيضاً رحيل أشهر كتبيي بغداد نعيم الشطري، مثلما غادرتنا الفنانة عفيفة اسكندر الملقبة بـ «فاتنة بغداد»، ليرحل الشعراء واحداً تلو آخر: سلمان الجبوري، ومحمد جواد الغبان، ومحمد علي الخفاجي، وتختتم القائمة بوفاة الباحث والمؤرّخ زهير أحمد القيسي.
على صعيد الجوائز، اختارت «المؤسّسة العربيّة للدراسات والنشر» الشاعر سعدي يوسف شخصيّة العام 2013. وتسلّم الموسيقي نصير شمة «جائزة غوسي للسلام» في مانيلا. وفي بادرة تفرّدت بها «دار الجمل»، احتفت بذكرى رحيل الشاعر سركون بولص باصدار أربعة كتب ترجمها الراحل. وفاز الروائي سنان أنطون بجائزة أفضل ترجمة أدبيّة في الولايات المتحدة وكندا عن ترجمته لديوان «في حضرة الغياب» لمحمود درويش. وحقق السينمائيون حضوراً في مهرجان الخليج السينمائيّ بدورته الخامسة، فحصد فيلم «حلبجة» لأكرم وحيدو الجائزة الكبرى، كما نال جائزة أفضل مخرج خليجي في المهرجان.
وأعلن الشاعران زعيم نصّار وهنادي جليل عن تأسيس «دار الروسم»، وتميّزت السنة باصدار كتّاب عراقيين لأكثر من 400 عنوان في الشعر والرواية والنقد عن دور «ميزوبوتاميا» و«الدار العربية للعلوم» و«التنوير» و«الفارابي».
على صعيد تأسيس منظّمات ثقافيّة مستقلة، يمكن القول انّ ولادة «أنا عراقيّ أنا أقرأ» كانت حدثاً ثقافيّاً في 2012، وكذلك «بغداد الفتاة» التي أطلقها الشاعر والمسرحي عبدالخالق كيطان، وأعلن عن تأسيس «رابطة الدفاع عن السينما والمسرح في العراق»، وأسّس الشعراء تجمعاً سموه «مرسى».
أكثر من مهرجان ناجح نُظم هذا العام منها «مهرجان بغداد لشباب المسرح العربي» الذي شهد مشاركة عربيّة لافتة. أما «معرض بغداد الدوليّ للكتاب» فكان أقلّ نجاحاً هذا العام لجهة عزوف بعض الدور المهمّة عن المشاركة، وشهدت بغداد افتتاح قاعتين جديدتين هما «قاعة نخلة» في حي المنصور (الكرخ)، وقاعة «أسود أبيض» في شارع النضال (الرصافة). مبادرات أخرى أطلقها مثقفون على الفايسبوك، بعضها كان للتضامن مع الشعب السوري وثورته وأخرى تدعو الى استضافة السوريين في مدن العراق من بينها موقع «البيت بيتكم» الذي أشرف عليه الصحافي عطيل الجفال.