عكّا | منذ بدايته، بدا 2012 كأنّ يحتفي بالكتّاب والأدب الفلسطينيين، أكان على مستوى النشر، أم على مستوى «احتفالية فلسطين للأدب» التي أقيمت للمرة الأولى في غزة بحضور كتاب فلسطينيين وعرب. بداية، شهد العام إطلاق سلسلة «راية عربية» (دار راية) في حيفا لصاحبها الشاعر بشير شلش. هذا المشروع المهم يعدّ «نافذة فلسطين إلى العالم العربي» عبر إصدار أعمال لسعدي يوسف ونوري الجراح وغيرهما من الكتّاب العرب في فلسطين.
في النشر أيضاً، أصدرت «دار الفيل» (القدس) التي أسسها الشاعر الزميل نجوان درويش رواية «رام الله الشقراء» للزميل عبّاد يحيى. وفي خانة الإصدارات، يضاف «كارلا بروني عشيقتي السرية» للكاتب والصحافي علاء حليحل (كتب قديتا). ولعلّ الحدث الأهم ضمن الاحتفاء بالكتاب هو «احتفالية فلسطين للأدب» (بالفِسْت) التي أقيمت للمرة الأولى في غزة، وكانت بمثابة كسر الحصار المفروض على القطاع منذ 2007. منذ اليوم الأول للاحتفالية، وصلت إلى غزة مجموعة من الأدباء والشعراء الفلسطينيين والعرب. إلا أن المفاجأة المؤسفة حدثت في اليوم الاختتامي للمهرجان حين أقدمت الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة «حماس» على اقتحام «قصر الباشا» وفضّت الاحتفالية.
بالإضافة إلى «احتفالية فلسطين للأدب»، امتاز موسم الصيف بالمهرجانات الموسيقية، خصوصاً في الضفة والقدس المحتلة من خلال ثلاثة مهرجانات هي: «مهرجان فلسطين الدولي»، ومهرجان «وين عَ رام الله» و«مهرجان القدس». لم يطرأ أي تغيير على بنية المهرجانات، فهي لا زالت تخصص منصاتها للموسيقى والرقص أحياناً واستقبلت فنانين شباباً عرباً كالمصرية مريم صالح. وتوالت هذا العام نجاحات حملات المقاطعة الثقافية والأكاديمية لإسرائيل، إذ أُفشل فيلم «24 ساعة في القدس» التطبيعي. وكان القائمون على المشروع («آرتي» الفرنسية الألمانية) يريدون إحضار مخرجين فلسطينيين وإسرائيليين للعمل على شريط يحكي «قصة القدس» من المنظور الاجتماعي. وكان يُفترض أن يقام بالتعاون مع شركة إنتاج إسرائيلية مدعومة من «صندوق القدس للتلفزيون والسينما» التابع لبلدية القدس والمخصص لتهويد البلدة، ومع شركة فلسطينية هي «كتاب للإنتاج» عملت على إخفاء وجود شريك إسرائيلي عن المخرجين الفلسطينيين الذين تواصلت معهم. إلا أنّ انكشاف الأمر أوقف العمل على الفيلم، فعدسة الكاميرا في القدس لا ترى سوى بندقية المُحتَل.