في وسط اللون الأحمر، يبرز وجه «سندريلا السينما العربية» سعاد حسني في أحد أجمل الأدوار التي قدمتها على الشاشة الذهبية: «شفيقة». وجهها مرسوم، مع عينين تبوحان بحزن عميق كأننا نسمعها تقول «دورو وشكو عني شويه، كفاني وشوش بقى، كام من وش غدر بي» من أغنيتها «بانو بانو» في «شفيقة ومتولي» (1978). في أسفل الملصق، نرى برسم صغير أحمد زكي (متولي) حاملاً جسد أخته «شفيقة» القتيلة. طبعاً إننا نتكلم عن ملصق «شفيقة ومتولي» الذي أخرجه علي بدرخان، وكتب له السيناريو صلاح جاهين، من دون أن ننسى مشاركة أحمد مظهر، ومحمود عبد العزيز، وجميل راتب، ويونس شلبي... ملصق يجسّد قيمة فنية تعيدنا إلى أجمل ما قدمت السينما المصرية، ويبرز تقنية رسم الملصقات التي يندر استعمالها اليوم، ويسجّل أسماء طبعت السينما العربية. والآن، أصبح بمقدورك الحصول عليه كي تهديه إلى أحد عشاق الملصقات القديمة، أو حتى أن تختاره لنفسك لتزيّن مساحتك الخاصة بأحد أجمل وجوه السينما العربية بفضل تمارا إسماعيل.

شراء ملصق لفيلم عربي قديم، لم يكن متوافراً بالشكل الذي نعرفه في السينما العالمية، حيث يسهل شراء ملصق لأحد أفلام هيتشكوك، أو فيليني. رغم العصر الذهبي الذي شهدته السينما العربية خلال القرن الماضي، لم تهتم المؤسسات بأرشفة ذلك التراث الفني الذي تمثله الملصقات. نشأ مجهود فردي لبعض المعجبين بالسينما وهواة جمع الأفيشات ممن احتفظوا بما وقعت عليه أيديهم من ملصقات أفلام، وصور ممثلين، وبطاقات عروض. وبقيت تلك المجموعات ملكاً خاصاً لهولاء الأفراد يصعب تفقدها أو الحصول عليها. خلال مشروع تخرجها من جامعة الـ ALBA، قرّرت تمارا إسماعيل أن تجري بحثاً عن تلك الملصقات. تطوّرت الفكرة بعدما غادرت الجامعة، لتنطلق في بحث طويل بين لبنان ومصر. تواصلت مع بعض جامعي الأفيشات اللبنانيين، وأقنعتهم بأن يبيعوها الفائض من مجموعة أرشيفهم الخاص. وفي مصر، المصدر الرئيسي لصناعة السينما العربية، دخلت مستودعات منسية، ونفضت الغبار عن ملصقات لأفلام عديدة. عادت إلى لبنان محمّلة بكنز فنيّ، وطبعاً معنوي. إنها الأفلام بالأبيض والأسود التي شاهدناها مراراً على التلفزيون، وحلمنا لو أنّ ذلك الزمن لم ينته. ملصقات من الزمن الذي كان يُرسم فيه أبطال الفيلم بأحجام متفاوتة بحسب شهرتهم وأدوارهم، وتكتب عناوين الأفلام بأيدي الخطاطين. ملصقات تزينها سعاد حسني، وشادية، وهند رستم، وفاتن حمامة... لم تكتف تمارا بتجميع ملصقات الأفلام، بل حصلت على بعض إعلانات الحفلات لأم كلثوم. إذا كنت من المعجبين بالسينما العربية القديمة، أو من هواة تجميع الملصقات، فما عليك سوى التواصل مع تمارا، وزيارتها في محترفها في منطقة الجميزة في بيروت لاختيار ملصقك الذي يستحقّ بجدارة أن يكون هدية لأحبابك.
للاستعلام: 03/094937