تونس | صباح أمس الأحد، التقى فنانون وشعراء وناشرون تونسيون في «شارع الحبيب بورقيبة»، القلب النابض للعاصمة التونسية ضمن تظاهرة ثقافية دعت إليها جمعية «تطاوين ثقافة وفنون»، بدعم من «الائتلاف المدني ضد العنف» الذي ينسق أعماله المسرحي التونسي عز الدين قنون ويضمّ عدداً كبيراً من الجامعيين والفنانين والحقوقيين والناشطين السياسيين. يهدف الائتلاف بشكل أساسي إلى توعية الرأي العام التونسي والعربي والدولي حول خطورة العنف الذي تسلّل تدريجياً إلى الحياة التونسية، خصوصاً بعدما سقط ضحيته الناشط السياسي لطفي نقض في مدينة تطاوين جنوب شرق البلاد. هذه التظاهرة التي توزّعت فعالياتها بين المسرح البلدي والشارع، أقيمت في ذكرى مرور أربعين يوماً على وفاة نقض الذي سقط في تظاهرة نظمتها «رابطة حماية الثورة» في تطاوين من أجل تطهير البلاد من بقايا النظام السابق كما يردد أنصار هذه الرابطة التي تتهمها القوى الديمقراطية بأنّها احد أجنحة حركة «النهضة» الحاكمة، يتركّز هدفها على إرباك المعارضة وبث مناخ من الخوف بين المعارضين.
خلال التظاهرة الفنية أمس، رسم الأطفال عصافير وحقولاً خضراء، فجاءت رسومهم مفعمة بالأمل. هو أمل بدأ بريقه يخبو في تونس عشية الذكرى الثانية لاندلاع الانتفاضة الشعبية التي أطاحت نظام بن علي. إلى جانب الرسم، غنّى قائد «مجموعة البحث الموسيقي» نبراس شمام، ورقص الشبان على «يا حجل طليت من العلالي»، كما غنت أمال الحمروني من مجموعة «عيون الكلام»، قبل أن تتوالى الفرق الفنية أبرزها «المسار» و«الحراك الفني»، إضافة إلى «العودة»، فضلاً عن فنان الراب «راديو يزن». بعد ذلك، أقيمت مجموعة من الألعاب الشعبية، لتتلوها أصوات مجموعة «غنايات تطاوين» التي جاءت من أقصى الصحراء التونسية لتنشد الحياة، ومجموعة «أمازيغن» المعروفة بمناصرتها لقضايا الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وكان للشعر مكانه أيضاً، إذ ألقى الشعراء منصف الوهايبي، وليلى زيتون، وسالم اللبان، وأحمد شاكر بن ضية، والناصر الرديسي مجموعة من القصائد.
قبل سنتين، وبالتزامن مع ثورة «البوعزيزي»، تحوّل الشارع إلى عصب للحياة الثقافية والسياسية والاجتماعية، وهو ما يشكّل محوراً للصراع السياسي بين حركة «النهضة» ومعارضيها.