مع اقتراب أغنية «غانغنام ستايل» الشهيرة (الأخبار 7 /11/ 2012) من المليار مرّة مشاهدة على يوتيوب، ها هي النسخة الصيداوية منها تتحوّل إلى ظاهرة من الطراز الأوّل. «أوبّا صيدا ستايل» أغنية تسلّلت من الحلقة الأخيرة للبرنامج اللبناني الساخر «شي. أن. أن» («الجديد» ــــ الإثنين، الساعة 8:30 مساءً) إلى مختلف مواقع التواصل الاجتماعي. وفيما أبدى كثيرون من صيداويين وغيرهم، إعجاباً كبيراً بالأغنية الـ Hit، إذ أصبح لها هاشتاغ خاص على تويتر #OppaSaidaStyle، برزت بعض الأصوات المعارضة، اتخذ بعضها منحى خطيراً جداً.
أحد أئمة مساجد صيدا مثلاً ترك كل هموم المدينة وركّز خطبة الجمعة الأخيرة على نجم الكليب «أبو طلال» (وسام سعد)، تلك الشخصية الكوميدية التي برزت قبل أكثر من سنتين في البرنامج الكوميدي على «الجديد». أيضاً، عمد بعض الإسلاميين المتشددين في المدينة إلى هدر دم وسام سعد بسبب هذه الأغنية، واتهمه آخرون بـ«الدعوة إلى ممارسة الجنس» في المدينة و«السخرية» من أبنائها، واصفين إيّاه بأنّه «مهووس بحبّ العورات والتعري»، مطالبين نائبي صيدا وعلماءها بــ«وقف هذه المهزلة».
بعد رفضه الرد على الاتهامات التي طالته «لأنّها غير حضارية» وكي لا يعطي القضية أكثر من حجهما، يقول سعد لـ«الأخبار»: «أنا من صيدا، أسكن فيها وأمضي وقتي بين حاراتها وأزقتها»، مشدداً على أنه لم يهدف يوماً إلى تحويلها إلى مادةً لسخرية الناس: «بعد أبو عبد البيروتي وإم طعّان الجنوبية، خلق أبو طلال نكهة خاصة للمواطن الصيداوي». يرى سعد أنه نجح في لفت الأنظار مجدداً نحو صيدا «في وقت كانت فيه غائبة عن خارطة كثيرين»، مضيفاً أنه عرّف الناس على حقيقة أهلها، «على رأسهم الممثل اللبناني القدير أحمد الزين».
المتابِع لـ «شي. أن. أن»، يدرك جيداً أنّ «أبو طلال» حلّل الواقع الصيداوي بعمق، بدءاً من المشاكل الاقتصادية وزحمة السير، مروراً بالاختلافات السياسية وصولاً إلى مكب النفايات. وفيما نفى الشاب الذي درس التمثيل في «معهد الفنون المسرحية» في القاهرة الإساءة إلى مدينته، يسأل «لماذا لم تبد فعاليات المدينة السياسية امتعاضها إذا كان الأمر صحيحا؟ً».
مَن من شباب صيدا لا يعرف «كزدورة عبرا» وأبرز معالم صيدا السياحية: مكب النفايات؟ ومن لم يحصل هناك على الكحول بصعوبة بالغة؟ ومن لا يعرف «الفول الكلاوي» على الكورنيش؟ ومن لا يترحّم على «أيّام زمان» حين كان الوضع الأمني أفضل؟ وسام سعد صيداوي عبّر في أغنيته «المغضوب عليها» عن «أبو طلال» أوّلاً وعن معظم الصيداويين ثانياً. ولمن لا يعرف، ففكرة الأغنية بدأت من منتج برنامج «شي. أن. أن» وأحد مقدميه سلام الزعتري (الصيداوي أيضاً)، وتولّى كتابة كلماتها إلى جانب زميله فؤاد يمين، إضافة إلى أنّ في فريق البرنامج ما لا يقلّ عن ثلاثة صيداويين، فضلاً عن أن صاحب قناة «الجديد» تحسين خيّاط صيداوي أيضاً!
«غباء» الصيداوي صورة نمطية أخرى من تلك الصور التي اعتاد اللبنانيون ترويجها عن بعضهم بعضاً، لكنّه بالتأكيد ليس كذلك، هو مواطن خفيف الظل وبسيط له همومه الكثيرة الناتجة عن سنوات طويلة من النسيان... لعلّ هذا جل ما أراد «أبو طلال» إيصاله إلى الناس من خلال كليبه «أوبّا صيدا ستايل»!

تم تعديل هذا النص عن نسخته الورقية بتاريخ | 03/12/2012