تبدأُ الرباطُ معي بالنشيد:ليس لي من أعالي الرباط
سوى وردةٍ ذبُلَتْ وقميصِ امرأةْ
فلنكن في المساء العجيب
ولْنَقُلْ : أنتِ مَن ضوّأهْ
أيُّنا قاربَ الإقتراب؟
أيُّنا حاورَ المنتأى ...
أيُّنا كان في راحتَيه
غيرُ جمرتِه المطفأةْ ؟

■ ■ ■


لقد أحببتُ في الرباط، سيدةً كانت تسكنُ «أكدال»!

■ ■ ■


في «نادي البولنغ» كنت ألتقي إدريس خوري، طالع السعود الأطلسي، عبد الحميد عقّار .
كنت أقول لنفسي، أنا الذي ألِفْتُ رهبةَ الأسوار:
كيف يستريحُ رفقتي إلى مجاورة الأسوار الملَكية حتى الإلتصاق؟
لكني تذكرتُ أن تلك الأسوار من طينٍ لازبٍ، وأن أبراجها بلا حرس مدجّجين.

■ ■ ■


نهر بورقراق يعيدني إلى البصرة البعيدة أبداً .
في عهد الأشعري رافقني فريقٌ تلفزيّ مغربيّ على امتداد النهر .
الرباط وســلا!
لا رباط بدون ســل ...
الآن تكاد سلا تحجب بهاء الرباط!

■ ■ ■


تبدو الرباط مدينةً داخلية، بل بلدةً.
لا شيء يجمع بين الرباط والموانئ.
الرباط تنام مبكّرةً جداً كأنها قريةٌ في أقاصي الريف.

■ ■ ■


روحُ الرباط لديّ هي في ساحلها، حيث المدافع القديمة.
رباطُ الفتح كانت هناك ، تحمي العَدْوَتَين.
الرباط «الفرنسية» ليست الربا .
في المغرب أحببتُ «المْدِينة»... حيث أرى نفسي.
في مكناس، أحب ملازمةَ «الهديم» لأتقرّى بوّابةَ المنصور.
في الرباط، أزور ضريح محمد الخامس، لأنه يحمل نفحةً قدسيّةً من «الـمْـدِينــة».
«الملك الشعبيّ»
زار العراقَ الجمهوريّ في مطالعِه.
وعليّ أن أردَّ الزيارة !

لندن 27.08.2012