«بدي اعرف هالابن... يلي عمل انفجار الاشرفية كيف لقي محلّ يصفّ السيارة؟» كتبت إحداهن على حائط صفحة «لوين رايحين» على الفايسبوك. على رغم المأساة التي أدى إليها الانفجار، إلا أنّ هذه الجملة تشير الى مشكلة أخرى من جملة مشاكل مزمنة تؤرق حياة اللبنانيين: إنّها زحمة السير. هذا هو السبب الذي دفع المهندس إيلي عواد الى إنشاء صفحة على الموقع الأزرق بعنوان «لوين رايحين». تمثل الصفحة حالياً مكاناً للتواصل والاقتراحات والمشاركة بين الأعضاء، تمهيداً لانطلاق موقع «لوين رايحين» الرسمي على الشبكة العنكبوتية. نجد على الصفحة صوراً للطرقات التي تعجّ بالسيارات في أغلب المناطق من لبنان. ونجد أيضاً أعضاءً يسردون بعضاً من «مغامرات» تنقّلاتهم بسيارات الأجرة، وخصوصاً الميكروباصات، وما يواجهونه من مشاكل على أنواعها.
ولعل أكثر هذه القصص إيلاماً ما أفصحت عنه إحداهن التي تضطر يومياً إلى ركوب الميكروباص، وقيام السائق باخبارها عن حياته الجنسية مع زوجته قبل أن يتحرش بها. هناك أيضاً سائق آخر دفعت له إحدى الراكبات أجرته، لكنّه قرر أن «يطنّش» على الباقي. وعندما طالبته بحقها، أجابها: «ما بدي ردلك شو فيكي تعملي؟». فهل الاعتماد على سيارات الأجرة والميكروباص هو الحلّ؟ أم أنّ استخدام اللبنانيين لسياراتهم الخاصة بديل مناسب؟ علماً أنّ الأول يجبر بعضهم على عيش «المغامرات»، فيما يؤدي الثاني إلى زحمات سير خانقة. هاتان المشكلتان يرى ايلي أنّ حلهما يكمن في تعزيز قطاع النقل العام. تكاد زحمة السير أن تكون إحدى أكبر المشكلات الناجمة عن غياب هذا القطاع، أكان من خلال الحد من انتاجية اللبنانيين، اضافة الى التلوث، والأهم منهما «حرق الاعصاب» اليومي.
تهدف صفحة «لوين رايحين» إلى توعية اللبنانيين حول أهمية قطاع النقل العام، ليس فقط في حلّ أزمة زحمة السير، فزيادة أعداد الجسور والطرقات في اوروبا بحسب ايلي عواد، لم تثبت قدرة فعّالة على علاج هذه المشكلة. ما يريده ايلي من صفحة «لوين رايحين» هو القول للبنانيين إنّ النقل العام يعزز في جانب منه ثقافة المساواة بينهم، لكونه متاحاً لمختلف شرائح وطبقات الشعب، الاغنياء منهم والفقراء. ويسهم أيضاً في خروجهم من الكانتونات الطائفية، بعيداً عن لازمة العيش المشترك التي لا ينفك سياسيو لبنان يتشدقون بها. ويلفت ايلي الى أنّ نسبة مهمة تشهدها الصفحة من المتجاوبين والمتضامنين، وهم من اعمار ومناطق مختلفة.
أما عن موقع «لوين رايحين» الذي سينطلق قريباً على الشبكة العنكبوتية، فـ«لن يكون مكاناً للنقّ والتذمّر والتأفّف وفشة الخلق. إنّه منبر لابداء الآراء وتشارك الاقتراحات حول كيفية التحرك نحو هدف واحد: إعادة الحياة الى قطاع النقل العام، وحثّ اللبنانيين على محاسبة المسؤولين عن طريق صندوق الاقتراع. نسعى إلى أن يصبح الشعب قادراً على معرفة بماذا يطالب، وكيف ومتى يحاسب. نريد أن تكون للشعب كلمته».