القاهرة | الحظر الإعلامي شبه الكامل على الشيعة المصريين لم يصمد في أزمة فيلم «عبده موتة». لم تجد القنوات المصرية غضاضة في الحصول على تصريحات مضادة للفيلم من «المتحدث باسم الشيعة المصريين» بهاء أنور الذي أطلق الحملة على الشريط ابتداءً من أول أيام عيد الأضحى. والسبب هو جملة وردت في أغنية شعبية يتضمنها «عبده موتة» تقول كلماتها: «يا طاهرة يا أم الحسن والحسين... من الحسد والحسود اكفينا شر العين».
هذه المرة، كان الاتفاق بين الجميع على أنّ العبارة التي اعتبرت مسيئة، يجب أن تحذف من العمل السينمائي بعدما جاءت الاعتراضات أولاً من الطائفة الشيعية في مصر، تلتها أصوات أخرى، بما أنّ سيرة السيدة فاطمة بنت النبي محمد تمسّ جميع الطوائف الإسلامية. هذا الأمر دفع أسرة الفيلم إلى الانحناء للريح والاستجابة السريعة وحذف الجملة من شريط الصوت في كل النسخ المعروضة في الصالات المصرية. وقد نفّذت ذلك حتى قبل صدور قرار اللجنة التي شكلتها وزارة الثقافة وضمت الوزير محمد صابر عرب، والناقدين خيرية البشلاوي وطارق الشناوي، ووكيل نقابة الممثلين سامح الصريطي، ونقيب السينمائيين مسعد فودة. جميع هؤلاء شاهدوا الشريط أول من أمس في «مركز الإبداع» في دار الأوبرا في القاهرة للتأكد من «براءته من تهمة ازدراء الأديان». وأكد تقرير اللجنة أنّ العبارة المثيرة للجدل تأتي ضمن أغنية شعبية لا تهدف إلى أي اساءة.
كذلك ستقوم اللجنة بجولة على دور العرض السينمائي للتأكد من تنفيذ قرار «كتم الصوت» خلال ترديد الأبطال لهذه العبارة أثناء عرض الأغنية. لكنّ الأمور تطورت بعض الشيء في حلقة من برنامج «العاشرة مساء» الذي بثته قناة «دريم 2» الأربعاء الماضي؛ إذ استضاف الإعلامي وائل الأبراشي أسرة الفيلم، وكان على الهاتف المتحدث باسم الشيعة المصريين بهاء أنور الذي هاجم الفنانين بعنفٍ بدا مقصوداً. وقد طالب أنور المنتج أحمد السبكي بالعودة إلى مهنته الأولى، وهي «الجزارة»، رغم إعلان فريق العمل إنهاء الأزمة وترديد بطل الفيلم محمد رمضان عبارة «اللهم اعف عنا إذا نسينا أو أخطأنا»، مؤكداً أنّ فريق العمل تلقى الملاحظة على الفور ونفذها بمجرد انتهاء إجازة العيد. لكنّ أحمد السبكي أجرى مداخلة هاتفية للرد على بهاء أنور وانزلقت الأمور إلى درك مذهبي بغيض بينهما، قبل أن ينهي الأبراشي الجدل مع بلوغ السخونة ذروتها كما يحرص في معظم حلقات البرنامج منذ بدأ تقديمه خلفاً لمنى الشاذلي.
بينما أكّد كل أعضاء فريق العمل أنّ الأغنية لا تخص الفيلم، وتقدمها الفرق الشعبية منذ عامين تقريباً في كل الأفراح والحفلات، ولم يعترض أحد عليها. وبعيداً عن الأزمة التي تردّد أن مفتي الجمهورية علي جمعة تدخل فيها مباشرة وطلب مشاهدة الفيلم هو أيضاً، تحوّل «عبده موتة» إلى ظاهرة سينمائية جديدة في مصر، رغم الانتقادات التي طاولته؛ إذ تصدّر إيرادات شباك التذاكر المصري وتخطى حاجز 7 ملايين جنيه (مليون وربع مليون دولار) في أول أسابيع عرضه متفوقاً على فيلم «الآنسة مامي» لياسمين عبد العزيز النجمة الوحيدة في سباق العيد هذا العام. وإن كان كلا الفيلمين للمنتج نفسه، فإنّ رجال الأمن في محافظة القاهرة طلبوا من أحمد السبكي عدم حضور بطل الفيلم محمد رمضان صالات العرض في وسط البلد، تجنباً لأي أزمات قد تحدث نتيجة الزحام الشديد على مشاهدة الفيلم.