فيلم لبناني جديد في طريقه إلينا. صحيح أن وصول الشريط إلى صالات العرض لن يكون قريباً، إلا أنّ القائمين عليه يعدون بعمل «جيّد على مستوى من الاحترافية». في حديثه عن Nuts، يبدو المنتج طارق سكياس (شركة لايزر بروداكشن) واثقاً من اختلافه عن الأفلام اللبنانية التي سبق تقديمها. «مشعوط» (مجنون).
بهذه الكلمة اللبنانية القح، يختصر سكياس تجربة شركته الروائية الأولى بعد عقود من العمل في مجال الإعلانات والأفلام الوثائقية... ويشدد على أنّه «لبناني مئة في المئة». الفكرة ليست جديدة بالنسبة إلى طارق، فقد سبق أن تطرّق إليها قبل 15 عاماً خلال إحدى ورشات العمل في نيويورك حين كان طالباً: «امرأة تدمن المقامرة». قبل سنتين تقريباً، عادت هذه الفكرة لتدور في باله، وقرّر الانطلاق منها لإعداد فيلم طويل. بلورة الفكرة وتطويرها وبناء الشخصيات والأحداث والتفاصيل كافة، وقعت جميعها على عاتق تانيا سكياس. «نجحت شقيقتي في إظهار الفكرة ضمن قالب لبناني بحت، واضعةً الشخصيات في صلب المجتمع اللبناني وتأثيراته، مطعّمةً النص والأدوار بالكثير من الكوميديا الحقيقية»، يقول طارق في اتصال مع «الأخبار». ويضيف: «المقامرة آفة منتشرة في مجتمعنا، كذلك إنّ أعداداً كبيرة من اللبنانيين تفعل هذا على الإنترنت. والأهم أنّ العيش في لبنان بحد ذاته بات مقامرة اليوم، بكل ما للكلمة من معنى». هنا، يلفت سكياس إلى أنّه لم يُستقَرّ بعد على اسم الفيلم بالعربية، موضحاً أنّ لـ Nuts بالإنكليزية معاني عدّة، كلّها تخدم الفكرة الأساسية وطابع العمل: «أبرز معنيَيْن هما: الجنون، والتعبير الذي يُستخدم في لعبة البوكر (nut hand) للإشارة إلى قوّة وضع اللاعب».

بلغت الميزانية 1.5 مليون دولار، واستغرق التصوير 33 يوماً


باختصار، تدور القصّة حول «لانا» (تؤدي دورها دارين حمزة)، الأم والزوجة التي تشبه أي سيّدة لبنانية عادية. تنجذب «لانا» إلى المقامرة، قبل أن تُدمنها شيئاً فشيئاً، ما يضعها وعائلتها في مواجهة مشاكل كبيرة.
لكن ما الذي يدفع إلى الاستعانة بمخرج ومدير تصوير فرنسيين في شريط «لبناني بامتياز»؟ يشدد طارق سكياس على أنّ المخرج هنري بارجيس يصوّر مشاريع في لبنان منذ أكثر من 15 عاماً، وهوعاش في البلاد ثلاث سنوات متواصلة، واللافت أنّه «يعرف شوارع البلد والمناطق أكثر من أهله، ويفهم لغتهم وتعابيرهم جيّداً». شعر سكياس بأنّ بارجيس قادر على «إيصال الفكرة جيّداً»، وإعطاء المشروع قيمة إضافية لأنّه يراه من وجهة نظر شخص غير لبناني: «سينظر إلى الأمور بطريقة مختلفة». أمّا مدير التصوير باسكال ريداو، فقد اعتاد العمل مع المخرج كثنائي، وسبق أن اشتغل مع صوفي مارسو، وماريون كوتيار، وغيرهما.
اختلاف القصة وطريقة كتابتها، دفعا الكثير من الأسماء اللبنانية المعروفة في مجال التمثيل إلى المشاركة في Nuts. إلى جانب دارين حمزة التي تصوّر طارق أنّها ستؤدي البطولة حتى قبل إنجاز السيناريو، نجد غابريـال يمين الذي سيظهر في دور «قاسم» رئيس أحد نوادي المقامرة، إضافة إلى حسّان مراد الذي يعرّف «لانا» بأماكن لعب القمار. وهناك أيضاً ألكساندر قهوجي، وهي «جيني» صديقة البطلة المقرّبة، وإدمون حدّاد الذي سيطلّ في دور مجرم يعمل لحساب «قاسم»، وطارق تميم الذي يؤدي شخصية مختلفة عمّا عرفه من خلاله الجمهور، فضلاً عن لائحة طويلة من الممثلين الذين سيطلون كضيوف مميّزين، بينهم: جناح فاخوري، وطوني مهنا، وكريستينا سعادة، وحسام صبّاح، وعصام مرعب...
تبلغ ميزانية Nuts مليون ونصف مليون دولار أميركي، واستغرق تصويره 33 يوماً، فيما لا يزال أمامه وقت طويل قبل العرض التجاري، خصوصاً أنّ عمليات المونتاج لا تزال مستمرّة، على أمل أن يشارك في مهرجانات عالمية قبل الوصول إلى السينمات.