الثورة حتمية



يرى النقاد أنّ «طرفاً ثالثاً» يتصدر حتى الآن قائمة الأعمال المفضلة لديهم على المستوى الفني. ويبدو أنّ النجاح الذي حقّقه فريق مسلسل «المواطن اكس» في رمضان الماضي سيتكرر هذا الموسم، وربما بما يفوق التوقعات رغم غياب يوسف الشريف وشيرين عادل (كلاهما يشارك في بطولة مسلسل رقم مجهول) والمؤلف محمد ناير. هشام هلال السيناريست الآتي من الأعمال الكوميدية، فاجأ الكلّ بقدرته على صياغة دراما جذابة لا تعتمد للمرة الأولى على أسماء النجوم. وقد ساعدته في ذلك الثقة التي اكتسبها المخرج محمد بكير الذي شارك عثمان أبو لبن في إخراج «المواطن أكس»، والأهم ظهور الممثلين بشخصيات مغايرة تماماً لما قدموه في رمضان الماضي، بالإضافة إلى الأبطال الجدد الذين انضموا إلى «طرف ثالث».

يؤدي بطولة العمل كل من محمود عبد المغني، وأمير كرارة، وعمرو يوسف، وهنا شيحة، ومحمد فراج، وياسمين رئيس، وميس حمدان، وتميم عبده. والانتاج لعمرو قورة ودينا كريم. يقدّم هذا المسلسل إجابة عن السؤال الذي حيّر المصريين طويلاً: من يكون الطرف الثالث؟ سنعرف ذلك من خلال قصة ثلاثة شبان يبحثون عن حياة كريمة وسط ظروف عصيبة تجعلهم يتورّطون في جرائم لحساب الغير. في البداية، يتعاملون مع هذا الأمر باعتبارهم يعيدون الحقوق إلى أصحابها في بلد لم يعد أهله يعترفون بسيادة القانون. لكن مع مرور الوقت وتتابع الأحداث، يكتشفون أنهم يلعبون لصالح من أفقروهم وأذلّوهم، فتنقلب المعادلة وتصبح المواجهة حتمية.
«طرف ثالث»: 22:00 على «المحور»، و 17:00 على «الجديد»

نجاح معلوم



قبل ساعات قليلة من رمضان، لم يكن الجمهور يعرف الكثير عن «رقم مجهول». كان واضحاً أن الشركة المنتجة «رايت ماركتينغ» وفريق العمل غير مهتمين بالترويج للمسلسل ربما بسبب ثقتهما المفرطة بمستوى الحلقات. هذه الثقة جاءت في محلها بعدما بدأ الجمهور يكتشف العمل تدريجاً في أيام رمضان الأولى. إنّه المسلسل الأول من نوعه الذي يقدم عالم الجريمة والغموض لجمهور التلفزيون. والمفارقة أنّ مؤلف العمل عمرو سمير عاطف يعتبر رائد كتابة السيت كوم في مصر قبل أن يبتعد عن هذا النوع في الأعوام الثلاثة الأخيرة ويقدم فيلم «ولاد العم». أما مخرج «رقم مجهول» فهو أحمد نادر جلال الذي يعمل في الدراما التلفزيونية للمرة الأولى بعد مشوار سينمائي تميز بأفلام جيدة وجماهيرية في آن. تعتمد الحلقات أيضاً على البطولة الجماعية، لكن انطلاقاً من شخصية علي (يجسده يوسف الشريف ــ الصورة). يتلقى الأخير اتصالاً من رقم مجهول يدفع به إلى جريمة قتل في نهاية الحلقة الأولى، ليدخل بعدها دوامةً من الجرائم والسقطات التي لم يكن يتخيّل ــ هو رجل القانون ــ أن يقدم عليها. يتمنى أن يعود به الزمن إلى الوراء كي لا يرد على مكالمة الرقم المجهول. وتشاركه البطولة شيري عادل، ومحمود الجندي، وإدوارد، ورامز أمير، وشيرين الطحان مع العديد من العناصر الفنية السينمائية أبرزها الموسيقى (تأليف عمرو اسماعيل).
«رقم مجهول»: 18:00 على LBC الفضائية
21:15 على «ميلودي دراما»

الأدب الرابح



الرواية الناجحة تتحول إلى مسلسل ذائع الصيت إذا توفرت الامكانات المناسبة لذلك. صحيح أنّ تغييراً جذرياً حدث لـ«فيرتيجو» فتحوّل بطل الرواية إلى امرأة في المسلسل المقتبس عنه، إلا أنّ مََن لم يقرأ الرواية، سيستمتع بالتأكيد بدراما من طراز مختلف. هكذا راهنت هند صبري مع المخرج عثمان أبو لبن، والسينارست محمد ناير على «فرتيجيو» للمصوّر الصحافي أحمد مراد. التشويق والجريمة هما العنصر المشترك في كل الأعمال الناجحة هذا العام، يضاف إلى «فرتيجيو» البعد الانساني من خلال حكاية الأسرة المنتمية إلى الطبقة المتوسطة التي لم تعد كذلك بسبب أطماع علية القوم. هؤلاء يحلّون صراعاتهم بطلقات الرصاص لتصبح المصوّرة الشابة (هند صبري) شاهدة على جريمة قتل تقع في ملهى ليلي يحمل اسم المسلسل. وكانت المصوّرة قد ذهبت إلى هناك لتصوير راقصة، ففوجئت بجريمة دامية لكنها لا تلجأ إلى الشرطة لتعطيها الصور الحصرية عن الجريمة، بل تسعى إلى فكّ لغز الجريمة، فتدخل عالم الكبار من باب الملاهي الليلية.
المسلسل الذي يعرض على «دبي» و«دريم» حظي بإقبال كبير في أيام رمضان الأولى رغم الحصرية، مما يؤكد قدرة فريق العمل على الوصول إلى الجمهور. وما أسهم في ذلك أغنية الشارة المميزة لحسين الجسمي (كلمات أيمن بهجت قمر، الحان خالد عز) مع أداء تمثيلي رفيع لرفاق هند صبري في مقدمتهم نضال الشافعي وناهد السباعي وسيد رجب.
«فيرتيجو» 22:00 على «دريم»

مَن يحدّد الخيانة؟



هجر المخرج الليث حجو عالم الكوميديا وقرر دخول الأجواء الاجتماعيّة والرومانسيّة. هنا، يصم المخرج السوري الشاب أذنيه عن كل ما يدور حوله من أحداث، حتى إنّ شخوص مسلسله «أرواح عارية» الذي كتبه فادي قوشقجي، تسير بتفاصيل حياتها من دون أن تنتبه إلى أنّها تعيش في سوريا. لم يخطر ببال المخرج أو أحد من أبطال العمل أن يثبّت شاشة التلفزيون على نشرة أخبار واحدة تشي بحالة البلاد المربكة. ومع ذلك، يحمل العمل الاجتماعي المعاصر الكثير من المقومات التي تغري بالمتابعة ربما بسبب حساسية الفكرة التي يطرحها في قالب جديد. إنّها فكرة العلاقات الإنسانية وتشعباتها والتعقيدات التي تدخل فيها. هكذا، تدخل كاميرا حجو إلى أسرار البيوت وخبايا الخيانات الزوجية والعلاقات الأسرية المبنية على الخداع والكذب وتسأل: ما الذي يبيح هذه العلاقات ويعطيها مشروعيتها في الوقت الذي تُرفع فيه تلك الشرعية عن العلاقات المبنية على الحب والانسجام، لكن خارج نطاق المؤسسة الزوجية أو في حالة تمرد عابرة عليها؟ مع سلافة معمار (الصورة) وقصي خولي وعبد المنعم عمايري ونادين تحسين بيك، يجد المشاهد فسحة للتواصل مع قصص معاصرة حيث تضفي اختصاصية الماكياج ردينا تابت سويدان على وجوه أبطالها لمسة احترافية متقنة تسهم في كشف التناقضات والعوالم الداخلية لتلك الشخصيات.
«أرواح عارية»: 16:00 على lbc أوروبا، 22:00 على «سوريا دراما»، 21:00 على «الدنيا».

جرأة وواقعية



غرقت الكثير من الأعمال السورية في بحر النأي بالنفس عمّا يجري حولها من أحداث، لكن الموسم التاسع من العمل الكوميدي الشهير «بقعة ضوء» حقّق حالة من التماس المباشر مع المشاهد السوري عبر الخوض في همومه بجرأة عالية. لوحات تستحق المشاهدة بهدوء، كتب معظم لوحاتها حازم سليمان وأخرجها للسنة الثانية على التوالي عامر فهد. تمكّن العمل من العودة إلى عصره الذهبي مع نجومه المعتادين أمثال باسم ياخور (الصورة)، وأيمن رضا، وأمل عرفة، وعبد المنعم عمايري ومجموعة من الممثلين الشباب من خلال لوحات تصدت لتحليل أسباب الأزمة السورية وتفنيد الوضع الذي آلت إليه الأمور. وربما كان من أهم اللوحات التي عرضت حتى الآن، تلك التي عبثت بها مقصات الرقيب على الفضائيّة السورية والمحطات الحليفة لها، إضافة إلى فاصل درامي بعنوان «غداً نرتقي». وقد امتنع التلفزيون السوري عن عرض لوحة كاملة من المسلسل تحمل عنوان «غلاظة» وتضيء بجرأة على قصة رجل بسيط قرّر قراءة دستور سوريا الجديد، وحمل نسخة منه لمحاججة من يحاول التطفل على حقوق يضمنها له الدستور.
«بقعة ضوء»: 20:00 على «الدنيا»، 16:05 على الفضائية السورية، 18:30 على «المنار».



نجم الموسم

«عمر» رغم كل شيء



ليس غريباً على الكاتب وليد سيف والمخرج حاتم علي أن يقدما عملاً فنياً بضخامة «عمر». سبق لهذا الثنائي أن قدّم أعمالاً حصدت نجاحاً مثل «صلاح الدين» و«التغريبة الفلسطينية». ورغم فتاوى التحريم والسجال الدائر بسبب ظهور الخلفاء الراشدين، إلا أن العمل التاريخي نجح في لفت الأنظار بسبب ضخامة الإنتاج وتكامل العناصر الفنيّة من ماكياج وديكور وملابس، وبراعة صاحب «الغفران» في صناعة صورة متقنة. يطول الحديث عن النص المتماسك والحوار الجريء الذي يقدم فيه وليد سيف وجهة نظر، تُعَدّ سابقة في سبك الحوارات التاريخية الخاصة بشخصيات الخلفاء والصحابة بطريقة ترفع عنهم هالة القداسة التي أحاطتهم بها أعمال سابقة. يلاحظ المشاهد هنا أنّه أمام شخصيّات استثنائية، لكنّه يلمس أيضاً أنهم بشر ليسوا من صنف الملائكة، فضلاً عن قدرة الممثل الشاب سامر إسماعيل على تجسيد شخصية الفاروق من دون مبالغات.
«عمر»: 22:00 على mbc1