غزة | أكثر من 40 صورةً وملصقاً ثورياً تداولتها المواقع الإخبارية وشبكات التواصل الاجتماعي في الأشهر الماضية، جمعها عمر شلا في معرضه «بوستر وثورة» الذي احتضنه أخيراً «محترف شبابيك للفن المعاصر» في غزة. المصور الفوتوغرافي ومصمم الغرافيك، وضع ختمه الخاص على تلك الملصقات، مانحاً إياها نكهة فلسطينية خالصة. هكذا، سنقع على صور تؤرخ للقضية والثورات الفلسطينية، إضافة إلى صور تُبرز معاناة الغزاويين في ظل الحصار الإسرائيلي، من دون أن ينسى قضية الأسرى في السجون الإسرائيلية. سنقع على صورة ثوريّ فلسطيني تحمل عنوان «طالعلك من كل بيت وشارع»، وأخرى للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات كُتب عليها «أنا الثورة»، وملصق يستعيد الجملة الشهيرة التي قالها الأسير والقيادي في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» أحمد سعدات «بالأمعاء الخاوية حنخلّي السجون خاوية». ملصقات أخرى تأخذنا إلى الحياة اليومية في غزة، مثل صورة «عشرة عمر» التي تُظهر رجلاً وامرأة مسنين يركبان عربة يجرها حصان، و«إجت الكهرباء» التي تستدعي انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة عن مناطق كثيرة في غزة، إضافة إلى صورة يظهر فيها شخص مستلق على سرير إلى جانب عبارة «صحتك منيحة؟» التي تفتح الباب على الأوضاع الصحية السيئة في القطاع المحاصر.

شلا الذي عالج ملصقاته بالغرافيك، لم يُغفل الثورات والانتفاضات التي اشتعل بها العالم العربي، بل حاول مقاربتها مع القضية الفلسطينية. هكذا، توزعت في فضاء «شبابيك» ملصقات من الثورات المصرية والتونسية والسورية والليبية، مثل «ليبيا نادت»، و«جيشك عدّاكِ يا بهية» التي تستعيد ما بات يُعرف بحادثة «السوتيان الزرقاء»، إضافة إلى العبارة الشهيرة «هرمنا» التي صرخ بها رجل تونسي على قناة «الجزيرة»، وليس انتهاءً بـ«نحنا أطفال سوريا» إلى جانب صورة فتى سوري يصرخ مطالباً بالحرية. يأمل عمر شلا أن تعيد الثورات العربية القضية الفلسطينية إلى الواجهة، لتأخذ مكانها المركزي كما يُقال، بعدما اقتصرت مناصرتها على الشعارات والهتافات الفارغة طيلة العقود الماضية.
صحيح أنّ المعرض جذب جمهوراً كبيراً. لكن ذلك لم يلغِ حالة التوتر التي رافقت شلا طيلة فترة استقباله الزوار. خاف الفنان الشاب من أن يُفهم عمله الفني في سياق التحريض على الانقسام بين «حماس» و«فتح»، وبالتالي أن يُصبح مطارداً من الحكومتين. ظل متوتراً طيلة فترة استقباله الجمهور، حتى إنه ذُعر من شخص كان يصور المحترف من وراء النافذة، لكن عندما خرج، اكتشف أن المصور ليس إلا والده التشكيلي ماجد شلا!