لم تشأ «المنار» أن يمرّ شهر الصوم من دون الاحتفاء بـ«الغالبون 2». جمعت المحطة قبل أيام نجوم العمل في احتفال أقيم في «مطعم وفندق الساحة» في قلب الضاحية الجنوبيّة ضمن مشهد لا يتكرّر كثيراً في ظل الانقسامات السياسيّة والطائفيّة الحادة في لبنان. وقبل أيام من انطلاق «الغالبون 2»، بدأ التخطيط لرمضان 2013. غير أن ثمة حيرة في استكمال العمل الذي يوثق درامياً لتاريخ المقاومة الإسلامية، علماً بأن نجاح الجزء الثاني قد يبدّل رأي الجهة المنتجة (مركز بيروت الدولي للإنتاج)، فتقرّر تكليف الكاتب فتح الله عمر سريعاً بإنتاج جزء ثالث.
لكن في الوقت الحالي، هناك انقسام بين رأيين: الأول يدعو إلى تحضير الجزء الثالث من «الغالبون» خصوصاً بعد نجاح الجزء الأوّل الذي جمع حشداً من الممثلين الذين اقتنعوا بأهمية المضمون بصرف النظر عن كونه يحسب على جهة سياسية وحزبيّة معينة هي «حزب الله». وهناك فئة ثانية، تفضّل عدم إدخال العمل في زواريب السياسة اللبنانيّة بعد عام 1993 حتى أيار (مايو) 2000، أي تاريخ انسحاب الإسرائيليين من الجنوب. وتميل هذه الفئة إلى إنتاج عمل آخر يكتبه حاليّاً محمد النابلسي الحائر في تسميته بين «قيامة البنادق» و«أحلام وبنادق». ويرصد النصّ الفترة بين 1912 و1926، مضيئاً على بلاد الشام في تلك المرحلة، ومركزاً على شخصيات بارزة في ذلك الزمن منهم أدهم خنجر وسلطان باشا الأطرش وصادق حمزة، وعلى معاهدة سايكس بيكو وتقسيم فلسطين. يوضح النابلسي أنّ «تلك المرحلة تشبه كثيراً ما نعيشه اليوم، تشبه كذبة ما يسمى بالربيع العربي، حين كانوا يُلهون العرب بالثورة من أجل البدء بتقسيم فلسطين». وسيطل في العمل أكثر من 200 ممثل وممثلة من لبنان وسوريا والدول العربية... وهناك نص آخر بين أيدي الشركة المنتجة منذ عامين تقريباً يحمل عنوان «رياح جنوبيّة» (كتابة محمود الجعفوري). يقع النصّ في جزءين، ويروي معاناة أهل الجنوب اللبناني مع المحتل الإسرائيلي. وإذا كان هذا المسلسل سيعرض في رمضان المقبل، فيجدر بالشركة المنتجة ألا تقع في الفخ. هذا العمل سيكون الثاني للكاتب السوري بعد فيلم «خلّة وردة» الذي كان تجربة غير مشجّعة، إذ لم يظهر الشريط البيئة الجنوبيّة كما يجب، كما بدت بعض أحداثه مفتعلة، لا تنسجم مع الواقع، إضافة إلى ركاكة واضحة في الحبكة الدراميّة والإطار العام للقصّة. وبالعودة إلى احتفال «الغالبون2» في أول أيام رمضان، فقد لبّى حشد من الممثلين اللبنانيين دعوة القناة، واجتمع كل من المدير العام للمحطة عبد الله قصير، ومدير العلاقات العامة فيها ابراهيم فرحات ومعهما المدير العام لـ«مركز بيروت الدولي للإنتاج» بلال زعرور والمخرج السوري رضوان شاهين، ونقيب ممثلي المسرح والسينما والاذاعة والتلفزيون جان قسيس مع الممثلين وأهل الصحافة. وبينما أثنى قصير على العمل الذي تراهن عليه المحطة، كشف زعرور أن مدة التصوير استغرقت أكثر من ١٩٠ يوماً، وتمت الاستعانة بكاميرتين إحداهما مدنية أدارها المخرج رضوان شاهين، والثانية عسكرية أدارها مهدي قانصو، لتجسيد المرحلة الممتدة بين عامي ١٩٨٥ و١٩٩٢ في صراع الجنوب اللبناني مع الاحتلال الإسرائيلي.



«الغالبون 2» 21:30 على «المنار»