■ وجّه مثقفون عراقيون أول من أمس بياناً إلى الحكومة العراقيّة وحكومة كردستان والحكومات المحليّة في المدن المجاورة لسوريا، داعين فيه هذه الجهات إلى «تحمّل مسؤولياتها إزاء التداعيات التي يمكن أن تبرز من تدفّق اللاجئين السوريين والعراقيّين المقيمين في سوريا إلى الأراضي العراقيّة». وطالبوا «الأهالي في المدن المحاذية للحدود مع سوريا بتوفير كلّ ما يلزم لاستقبال إخوتهم اللاجئين وعدم إغلاق الحدود في وجههم».
وحذّر البيان من أنه «لا يخفى أنّ الأحداث التي يشهدها العالم العربيّ منذ ثورة تونس آخذة بالتصاعد في هذا البلد أو ذاك، ورغم أنّ الأحداث عموماً تعكس مدى تبرّم الشارع العربيّ من الحكومات الجاثمة على صدره منذ عقود، إلّا إنّ مسار الثورات اتّخذ في بعض البلدان منعرجات خطيرة تنبئ بتفجّر حرب طائفيّة واسعة النطاق، وآخر هذه المخاطر ما تشهده سوريا». وطالب الحكومة العراقيّة «بأن تتعامل مع الملف السوري سياسيّاً بطريقة مسؤولة ومستقلة عن مخططات الجهات والبلدان الفاعلة في الملف السوري، وبشكل يأخذ في الاعتبار عمق العلاقة التاريخيّة بين الشعبين الشقيقين؛ إذ لطالما استقبل السوريون أشقاءهم العراقيين منذ السبعينيات وآووهم وفتحوا لهم بيوتهم وقاسموهم كسرة الخبز حين طاردهم النظام الدكتاتوري السابق».
وأكد أنّ على «السلطات الأمنيّة في محافظتي نينوى والأنبار إغلاق المنافذ التي قد يسلكها المسلحون ممّن تثبت لدى السلطات العراقيّة أهدافهم التخريبيّة للدخول إلى هذا البلد وتحويله إلى بؤرة صراع طائفيّ قد تطاول نيرانه البلدان المجاورة، ومنها العراق. ونودّ لفت نظر الأطراف السياسيّة العراقيّة إلى أنّنا نطالبها جميعاً بعدم استثمار الأزمة السوريّة المتفاقمة لمصلحة أجنداتها الخاصّة أو استغلالها كورقة لعب في الصراع السياسيّ الدائر في العراق حالياً».
وذكر منظّم البيان الشاعر والناقد محمد غازي الأخرس لـ«الأخبار» أنّ هذه الدعوة تعطي أولوية للتداعيات الإنسانيّة، و«لا نريد هنا المزايدة على الثورة السوريّة، وخصوصاً في هذا الوقت الذي تكاد تنتصر فيه. إذ وقّعت وزملاء آخرين غيري بياناً تضامنياً مع الشعب السوري واحتجاجاته قبل عام حين كانت مجرّد تظاهرات، وكتبنا مقالات بشأن الثورة، واليوم باتت الأولوية للتداعيات الإنسانيّة».