الكويت | تفرض الدراما النسائية نفسها بقوة في الإنتاجات الرمضانية في الكويت، وغياب الممثل الرجل بات واقعاً لا مفر منه. هكذا، يأخذ النجوم الرجال إجازة إجبارية لتمارس المرأة مطلق حريتها هذا الموسم بعدما كانت مقيدة لعشرات السنين. ويلاحظ أنّ النجوم الشباب أمثال محمود بوشهري، وعبد الله بوشهري، وحسين المهدي، وعباس مراد، ومحمد رمضان، ستكون لهم إطلالات متواضعة في المسلسلات. وبالعودة إلى بدايات الحركة الفنيّة في الستينيات، كان المجتمع الكويتي المحافظ يرفض عمل المرأة، فكيف الحال إن عملت في المجال الفني؟ وهذا بحدّ ذاته انعكس سلباً على الكتّاب والمؤلفين الذين عمدوا إلى تهميشها في الدراما وتقديمها دوماً في أدوار ثانوية.
لكن في دراما 2012، سيكون للممثلة المرأة كلام آخر؛ إذ ستفرض سطوتها، ما سيشكل سابقة درامية تستحق التوقف عندها ودراسة أبعادها ونتائجها المتوقعة. فهل هذه السطوة النسائية طبيعيّة أم أنّها مجرد إقحام لوجوه نسائيّة شابة بهدف التسويق والترويج للعمل فضائياً؟ تقول المرأة كلمتها هذا الموسم في ثمانية مسلسلات، أي بنسبة تتجاوز 80% من الإنتاجات المحليّة. وللمرة الأولى، تجتمع النجمات لمياء طارق، وفاطمة الصفي، وشجون، وبثينة الرئيسي، وإلهام الفضالة، ومرام، وهند البلوشي، وهيا عبدالسلام مع ممثلات جديدات أمثال نور، وألماس، وهنادي وبدور وغيرهن في عمل واحد. والمفاجأة لا تكمن في أنّ أبطال المسلسلات هم من النساء فقط، بل في كون تسعة أعمال هي من تأليف نساء يغصن في مواضيع تتعلق بعالمهنّ الحميم. وفي مقدمة هذه الأعمال «خوات دنيا» مع القديرة سعاد عبد الله ويشاركها البطولة فنانات خليجيّات وعربيّات، بينهن الأردنية عبير عيسى، والمصريّة مها أبو عوف، وزهرة الخرجي، وعبير أحمد، وسالي القاضي وسليمان الياسين، وهذا الأخير اختير بهدف تسويق العمل فضائياً، وتولى الإخراج غافل فاضل. ويضيء المسلسل على شلّة صديقات يختلفن في شخصياتهن وانتماءاتهن الدينية، ويحافظن على العلاقة بينهن، رغم المفارقات الدراميّة.
ويتوقع أن يسبّب مسلسل «بنات الجامعة» ضجّة إعلامية كبيرة، نظراً إلى الجرأة التي يعالج بها الكاتب محمد خالد النشمي والمخرج عبد الله الحسن، أدق تفاصيل حياة الطالبات الجامعيّات والعلاقات العاطفية التي يعشنها. وتتوزع البطولة بين أبرار سبت، وفاطمة الطباخ، وشيلاء سبت، وغادة الزدجالي، ورونق، وليلى عبد الله والبطولة الرجالية لعبد الإمام عبد الله. كذلك تعود هدى حسين في مسلسل «خادمة القوم» للكاتبة القطرية وداد الكواري، والمخرج سلطان خسروه وتشاركها البطولة منى شداد، وعبير الجندي، وسوسن هارون، وسعاد علي وملاك. وتدور أحداثه بين أفراد الطبقة الارستقراطية وما يجري في العلن والخفاء.
وتلتقي لمياء طارق، وشيلاء سبت، ونورا العميري، وفخرية خميس وأسمهان توفيق في مسلسل «سكن الطالبات» للمخرج حسين المحيلبي الذي يعدّ أول عمل كويتي يكسر العادات والتقاليد الخليجية ويحكي قصة خمس طالبات يتشاركن في كل شيء وتأخذ كل واحدة منهن مساراً مغايراً عن الأخرى. وتقدم الكاتبة هبة مشاري حمادة «كنة الشام كنات الشامية» للمخرج جمعان الرويعي. يدور العمل في حقبة السبعينيات وتؤدي بطولته لمياء طارق، وإلهام الفضالة، وشجون الهاجري، وفاطمة الصفي، ومرام، وليلى وعبد الله، ومايا خوري.
وهناك أيضاً مسلسل «مطلقات صغيرات» للكاتبة خلود النجار والمخرج الأردني سائد الهواري الذي يرفض اتهامه بتعرية المجتمع الخليجي وتشويه صورته. وتتوزع البطولة بين أمل العوضي، ملاك، هنادي الكندري، غادة الزدجالي. ويوضح الهواري أنّ جمع هؤلاء الممثلات في عمل واحد، تفرضه القصة التي ترصد عالم المطلقات وتغوص في أعماق المرأة ومشاعرها، وربما حرمانها الجنسي ورغبتها في التخلص من النظرة المريبة لها كمطلقة. وتعود الممثلة الكويتية فوز الشطي إلى التمثيل في مسلسل «امرأة تطلب المغفرة» من تأليف إيمان سلطان وإخراج منير الزعبي وبطولة زهرة عرفات، طيف، لمياء طارق، لطيفة المجرن، ومذيعة «روتانا» نورا عبد الله ومروة محمد. وتدور قصته حول امرأة تدخل السجن لظروف خاصة. وعندما تخرج، تحاصرها نظرة المجتمع السلبية، وربما هذا العمل الوحيد الذي يشارك فيه مجموعة من الفنانين الرجال. وفي جعبة الدراما الخليجّة أيضاً أعمال بطلتها نساء، منها «ملحق بنات» للكاتبة ليلى عبد العزيز الهلالي والمخرج عامر الحمود مع هيفاء حسين، و«سلطانة» للكاتب علي الشهري والمخرج ماجد الربيعان مع ليلى السلمان وإبراهيم الحربي. بهذا تكشف الدراما الكويتية خبايا المرأة وأسرارها بجرأة كبيرة، فهل سيتقبل المجتمع ذلك؟