الخوف على الإبداع في هوليوود الشرق لا يحتاج إلى انتظار قرارات من الأحزاب الإسلامية التي تسيطر على الساحة السياسية حالياً. والسبب كما تقول ليلى طاهر أنّ هؤلاء يعتبرون صوت المرأة عورة، ويرفضون الفنّ من الأساس. بالتالي «لا نحتاج إلى الانتظار حتى يصدروا قرارات رقابية، وبعدها نعبّر عن مخاوفنا».
ترى الفنانة الكبيرة أنّه يجب على المهتمين بالابداع أن يتكاتفوا لاستباق أي خطوة رقابية قد تعرقل مسيرة الفن المصري، لكنها لا تعتبر أنّ الخطر الذي يحيط بهذا الفن قادم فقط من التيارات الدينية، التي بات بعضها مثل الإخوان والتيار السلفي يمتلك القدرة على سن القوانين التي تقيّد المبدعين. هناك أخطار أخرى، أبرزها الدراما التركية. لا تستوعب الممثلة القديرة كيف تلجأ الفضائيات إلى عرض هذه الأعمال بهذه الكثافة. تقول لـ «الأخبار»: «تواجد هذه الدراما قد يكون مطلوباً لكن بحدود». وتعتبر أنّ المسلسلات التركية «انتهاك للسيادة الوطنية لكن في مجال الفن». وتراهن على أنّ عرض المسلسلات المصرية القديمة الناجحة قد يجلب الاعلانات لو تم تسويقها جيداً، وأنّ التوازن مطلوب بين دراما أهل البلد وأي دراما وافدة. والدليل أنّه «في رمضان، لا يتابع المصريون مسلسلات تركية».
لماذا لا توجد دراما مصرية قوية خارج رمضان؟ تتساءل بطلة «عائلة الأستاذ شلش»، أحد أنجح المسلسلات الكوميدية في القرن العشرين. ومن هذه النقطة، تتناول سيت كوم «الباب في الباب» (انتاج «شركة سوني بيكتشرز تليفجين أرابيا»)، مؤكدة أنّها قبلت المسلسل لأنّه يقدّم كوميديا مختلفة عن معظم ما قدمه صنّاع السيت كوم المصريون. «كأنّ تلك الكوميديا موجهة إلى الأطفال»، ما جعلها تعزف عن المشاركة في كل الأعمال التي عرضت عليها. حتى في ما يخص «الباب في الباب»، كان لديها تخوّف من أن يكون العمل مجرّد «تمصير» لسيت كوم أميركي شهير هو «الكل يحبّ ريموند»، لكن بعدما تأكدت من احترافية فريق العمل الذي لن يقلّد الأصل الأميركي، وافقت على المشاركة في الموسم الأول، وتنتظر عرض الموسم الثاني في رمضان على قناة «الحياة» المصرية و«المستقبل» اللبنانية. تؤكّد طاهر أنّ الفكرة تتحمّل تقديم مواسم عدة أخرى، وأنّ شخصية الحماة التي تقدمها لا تشبه الدور نفسه الذي قدّمته في أعمال سابقة. في «الباب في الباب»، تحبّ كوثر زوجة ابنها دينا (تجسدها كارولين خليل)، لكنها تحاول التدخل في حياتها طوال الوقت، بسبب الفراغ الذي تعانيه وتفرض أسلوبها على شقة ابنها (شريف سلامة). وقد أشادت طاهر بتعدد المواقف الكوميدية التي يشهدها الموسم الثاني، رغم ثبات الشخصيات، ما يجعل العمل قريباً من الجمهور من دون أن يشعر بالملل، لأنّ الشخوص والأماكن لا تتغير من حلقة إلى أخرى. وتتمنى أن يكون «الباب في الباب» نموذجاً يحتذى به لمنتجي السيت كوم في مصر، ذلك المجال الذي تراجع كثيراً رغم تقديم أعمال عدة متميزة، بسبب تعامل المنتجين معه باعتباره حلقات قصيرة تصوّر في وقت محدود وسهلة التسويق، ما أدى إلى انهيار هذا النوع من الكوميديا في السنوات الثلاث الأخيرة. ورغم مشاركتها النجم الكوميدي محمد هنيدي في فيلم ومسلسل «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة»، لا تتعجل العودة إلى السينما، بل تنتظر عملاً أفضل. وعلى مستوى الإذاعة، انتهت من تسجيل حلقات مسلسل «للو عامل باللو»، حيث تجسد شخصية والدة لشاب مستهتر تقف معه في الخطأ والصواب وهو من بطولة وائل نور ومي كساب.



سيت كوم «الباب في الباب2» على «المستقبل» و«الحياة» في رمضان