أنهى زافين قيومجيان مغامرة «سيرة وانفتحت» بثلاث حلقات احتفاليّة، ذكّر فيها الجمهور بأفضل مقتطفاته على امتداد 13 سنة. استعاد مفاصل مهمّة من مسيرته بانتصاراته وانكساراته، غير أن ختام البرنامج فعليّاً، هو مساء غد الأحد. سيطل الإعلامي اللبناني على شاشة «المستقبل» في الحلقة «ما بعد الأخيرة»، ليستضيف المعالجتين النفسيتين دوللي حبّال ورنده شليطا اللتين كانتا مستشارتي البرنامج. هذه المرّة، ستطرح كل منهما مشكلتها في الحياة، ويطلب زافين من المشاهدين إعطاء اقتراحاتهم لإيجاد حلول لها، كما سيطرح مشكلته الشخصيّة المستجدّة، المتمثلة في لحظة الوداع. وسيقدم جنريك «سيرة وانفتحت» بأصوات مشاهدين من دول «الربيع العربي» (مصر وتونس وسوريا وفلسطين).
لم ينس زافين الاسبوع الماضي أن يعرض تقريراً عمّا سمّاه «أشهر ثلاث نكات عنه»، أولاها «شو حسيت» التي تحوّلت إلى لازمة تتكرر عند الحديث عن زافين، و«شنطة اللابتوب» التي حضرت في البرامج الانتقادية الساخرة، ثم اللعب على اسمه في عبارة «من زافين يا زافين»، فضلاً عن مقاطع موجزة عن لحظات مؤثّرة. حينها، أخفى زافين دمعة حزن على انتهاء مشوار طويل على تلفزيون «المستقبل».
ولاحظ أنّ جمهور الشاشة الزرقاء أيضاً، يأسف على قرار توقف البرنامج الذي شكّل جزءاً من ذاكرته منذ انطلاقته في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) 1999 لغاية 14 تموز (يوليو) 2012.
يعود زافين إلى أيام البدايات، مشيراً لـ«الأخبار» إلى «أنني انطلقت عام 1999 بتحد كبير. كنت أستهدف العالم العربي في برنامجي، وأراهن على كيفيّة تقبل هذا الجمهور لأفكاري، وثمة من راهن داخل القناة على عدم تمكني من الاستمرار أكثر من 6 أشهر». وكانت المفاجأة أنّ «البرنامج تخطى التوقعات في نجاحه، واستفادت منه الروائية رجاء الصانع في كتابها «بنات الرياض»، لتفضح شخصياتها في السعوديّة في أحد فصول العمل الذي حمل عنوان «سيرة وانفضحت»». ويعتبر أنّ «أسوأ سنة جماهيريّاً هي 2008» التي يصفها بــ«السقوط الكبير». يومها قرّر أن يخاطب النخبة. وبدلاً من أن يستضيف الناس للتحدث عن مشاكلهم وقضاياهم، فتح الباب أمام استضافة المشرعين والمحامين، واتخذ البرنامج الطابع الثقافي في تلك السنة عبر سلسلة «نادي الكتاب»، ثم عاد في العام التالي لطرح المواضيع المثيرة. خيبة أخرى عاشها البرنامج يوم دعا أمهات لبنان إلى اعتصام يلقين فيه كلمتهن ضد الحرب ضمن حلقة تخوفت فيها الاختصاصية في علم النفس الاجتماعي العيادي أنيسة الأمين مرعي من تجدّد الحرب الأهليّة. يقول زافين:
«يومها، قلت بأنّ أمهات لبنان غير جاهزات لوقفة واحدة». لكنّه يضع «30 حلقة في الواجهة صنعت نجاحات «سيرة وانفتحت»، وأنا فخور بإخفاقاته» مضيفاً: «هذه هي ميزتي، عندي ثقة عمياء بنفسي وهذا يزعج الآخرين».
يفاخر زافين بهامش الحريّة التي تمتّع بها منذ انطلاقة البرنامج. هي حرية لم يجدها يوم كان في تلفزيون لبنان. يشرح أنّ «أحداً لم يتدخل يوماً بخياراتي». يدرك الإعلامي اللبناني أن برنامجه لم يحتلّ القمة دوماً، يقول: «تراجعت، لكنّي لم أفشل» ويضيف ممازحاً: «أنا ثابت في أرضي وحدودي السما».
من هنا، كان الفراق صعباً، منع نفسه من البكاء على الهواء، لكنّه لم يتمكن من إخفاء غصّة. وما الذي يجبرك على اتخاذ القرار الصعب؟ يجيب: «حان وقت التغيير، عشت صراعاً بين القلب والعقل، لكن هذا الوقت المناسب للتغيير مع الانطلاقة الجديدة لـ«المستقبل» بعد رمضان».
ويشرح أن «المحطة عرضت عليه أحد خيارين، إما أن نبقي على «سيرة وانفتحت» بعد تطويره، أو نقدم برنامجاً جديداً تماماً، فاخترت الاحتمال الثاني».
وفيما يودّع زافين المشاهدين غداً، يعود بعد رمضان في برنامج «عالأكيد» الذي يعدّ النسخة العربيّة منsans aucun doute ويخرجه باسم كريستو، وتنتجه شركة Periscoop. يعلق زافين بأنّ ميزانيته تتخطى تلك التي كانت مرصودة لـ«سيرة وانفتحت» بعشر مرات تقريباً. وكانت الشركة التي تملكها بيري كوشان، قد وقعت عقداً مع «المستقبل»، على تقديم حلقات طوال عام قابل للتجديد. يقول: «أدخل التجربة خام، وهو إما يطلقني في نوعيّة جديدة من البرامج، أو سأتأسّف أكثر على برنامجي الذي أوقفه غداً». ومع إيمانه بنجاح التجربة الجديدة، يضع الفشل أمام عينه كاحتمال قد يواجه أي تجربة. يقول «لن أقع في الخطأ الذي ارتكبه سواي، وأعود إلى «سيرة وانفتحت»، إذا فشلت فسأفكر في برنامج آخر، ولن أعود إلى تجربة صارت خلفي».



21:00 مساء الأحد على «المستقبل»